تأتي المنطقة الشرقية في المرتبة الثالثة من حيث حجم السوق على مستوى مناطق المملكة، بسبب عدد سكانها المتزايد وموقعها الجغرافي المميز والذي أدى الى سهولة اتصالها بجيرانها من الدول المطلة على الخليج العربي، مما ساعد في فتح أسواق خارجية جديدة أمام المنتجات السعودية، ويؤدي ارتفاع حجم السوق في المنطقة الى تشجيع الاستثمار والإنتاج فيها، ويحسن من بيئتها التنافسية. المنطقة الشرقية عاصمة الصناعات الخليجية وهي أحد أهم روافد جذب الاستثمارات العالمية إلى المملكة لتنوع مواردها الطبيعية ولثروتها البشرية ولأهميتها الصناعية، كما أن موقعها الجغرافي جعلها منفذاً سهلاً لأسواق أوروبا وآسيا وأفريقيا ويتمتع سوق الشرقية بقدرة شرائية عالية. وتبذل المملكة جهوداً كبيرةً لتنويع القاعدة الاقتصادية وتحسين البيئة الاستثمارية وتمثل ذلك في الخطوات الجادة للإصلاح الاقتصادي لرفع تنافسية المملكة دولياً في جذب الاستثمار كعاصمة للطاقة وحلقة وصل رئيسة بين الشرق الغرب وكذلك تجسيداً لرسالتها التي ركزت على أهمية إنشاء بيئة عمل صحية جاذبة إضافة إلى توفير خدمات شاملة للمستثمرين. أهم المؤشرات الاجتماعية بالمنطقة الشرقية بلغ عدد سكان المنطقة الشرقية حوالي 4.9 ملايين نسمة مما يمثل نحو 51.1 % من إجمالي سكان المملكة وشكل السعوديون ما نسبته 64.1 % من إجمالي سكان المنطقة، وتسهم المنطقة في توظيف ما نسبته 23.3 % من إجمالي عدد المشتغلين السعوديين بالقطاعين الحكومي والخاص، وتحتل الشرقية المركز الثاني بعد الرياض بتوظيف ما نسبته 39.9 % من إجمالي عدد المشتغلين بالمملكة في آخر الاحصائيات وفق لوائح التأمينات الاجتماعية 2017. تعزيز مؤشرات التنافسية في المنطقة الشرقية وتعد المنطقة الشرقية بوابة المملكة لتحقيق أهداف رؤية 2030 كونها مركزاً رئيسياً ومهماً للاستثمارات السعودية والخليجية، فهي حقاً عاصمة الصناعات الخليجية، وتتصف المنطقة بخصائص اقتصادية مميزة فهي أكبر منطقة نفطية في العالم، وتتركز فيها النشاطات الاقتصادية المتعلقة بالنفط وتكريره وتسويقه إلى صناعات تجميع الغاز الطبيعي. وتقدر قيمة تمويل المصانع المنتجة بالمنطقة الشرقية بنحو 658.3 مليار ريال مما يمثل 59.9 % من إجمالي قيمة تمويل مصانع المملكة، وبذلك احتلت المنطقة الشرقية بذلك المركز الأول على مستوى المملكة من حيث قيمة تمويل المصانع الموجودة. الموقع الإستراتيجي كما يمنح موقع المنطقة الشرقية الاستراتيجي المنشآت التجارية والصناعية العاملة فيها ميزة نسبية من حيث سهولة نقل البضائع وانخفاض تكاليف نقل المنتجات إلى بقية مدن المملكة وأسواق الدول الخليجية المجاورة، بالإضافة لوجود شبكة حديثة ومتطورة من الطرق السريعة والجسور والكباري التي تربط بين مدنها الرئيسة ومرافقها الصناعية والبترولية المختلفة بالمنطقة. جودة النقل الجوي والبحري كذلك يوجد بالمنطقة الشرقية عدة موانئ تجارية وصناعية دولية لأغراض النقل المختلفة وتقوم بربط المنطقة بمختلف أسواق العالم خاصة دول آسيا، ما يعني أن المنطقة الشرقية وموانئها المختلفة أحد المراكز التجارية الرئيسة لمنطقة الشرق الأوسط، إلى جانب توافر مستلزمات الصناعة الحديثة وخصوصاً شبكة الاتصالات والطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل المصانع، واحتوائها على العديد من الثروات الطبيعية المعدنية ذات الأهمية الكبيرة لقطاع التشييد والبناء. وتضم المنطقة ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام ثاني أكبر موانئ المملكة، وميناء الملك فهد الصناعي بالجبيل، وميناء الجبيل التجاري، وميناء الخبر، إضافة إلى الميناء الرئيس لتصدير النفط في رأس تنورة والذي يصدر منه حوالي 97 % من كمية الزيت الخام والمنتجات البترولية التي تصدرها المملكة. وقد بلغ عدد الأرصفة في ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام نحو 42 رصيفاً ، وبميناء الملك الصناعي بالجبيل 34 رصيفاً، وبميناء الجبيل التجاري 16 رصيفاً، في حين بلغ عدد الأرصفة في جميع موانئ المملكة 214 رصيفاً. وبلغ حجم البضائع التي تم تفريغها عبر ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام نحو 25.7 مليون طن عام 2016 كما بلغ حجم البضائع التي تم تفريغها عبر ميناء الجبيل التجاري 2.3 مليون طن في العام نفسه. وتضم المنطقة الشرقية عدة مطارات أهمها مطار الملك فهد الدولي بالدمام ويعد أهم الدعامات الأساسية والمهمة التي تعتمد عليها المنطقة لنمو حركة النقل والشحن الجوي، حيث بلغ عدد الركاب عبر مطار الملك فهد أكثر من 10 ملايين راكب في العام 2017. جودة الطرق البرية والسك الحديدية تتمتع المنطقة الشرقية بشبكة حديثة ومتطورة من الطرق السريعة والجسور والكباري، طبقاً لأحدث المواصفات العالمية، والتي تربط بين مدنها الرئيسة ومرافقها الصناعية والبترولية المختلفة، وبينها وبين الأقطار الخليجية الأخرى. وترتبط المنطقة الشرقية بمنطقة الرياض بخط السك الحديدية والذي يربط الرياضبالدمام مروراً بكل من الظهران وبقيق والهفوف، كما يوجد خط آخر مخصص للبضائع يبدأ من ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام ويصل إلى الرياض مروراً ببقيق والهفوف وحرض والخرج، وتبلغ المسافة بين محطة سكك حديد مدينة الدمام إلى الرياض على الخط القديم 556 كلم. جسر الملك فهد وتربط المنطقة الشرقية المملكة بدول مجلس التعاون الخليجي عن طريق جسر الملك فهد الذي يمتد من المنطقة الشرقية إلى مملكة البحرين، وجاءت إحصائيات المسافرين خلال 8 أشهر منذ بداية العام 2019 عبر منفذ جسر الملك فهد كتالي: (19,918,953 مسافراً)، وجاء المتوسط اليومي لأعداد المسافرين بعدد (82,310 مسافرين)، والمتوسط الشهري لأعداد المسافرين (2,489,869 مسافراً)، وحققت مؤسسة جسر الملك فهد 35 رقماً قياسياً منذ مطلع العام 2019 أبرزها: أعلى شهر عبور في أعداد المسافرين بتاريخ الجسر شهر أغسطس 2019 (2,918,993 مسافراً)، وكان أعلى رقم عبور خلال إجازة نهاية أسبوع بتاريخ الجسر 2-4 / 5 / 2019 (358,350 مسافراً)، فيما أعلى رقم عبور بتاريخ الجسر ليومين متتاليين 3 - 4 / 5 / 2019 ( 246,226 مسافراً)، وكذلك كان أعلى يوم عبور بتاريخ الجسر بالاتجاهين 4 / 5 / 2019 ( 129,438 مسافراً)، وأعلى رقم عبور باتجاه السعودية بتاريخ الجسر 6 / 4 / 2019 ( 77,003 مسافرين)، وأيضاً سجلت المؤسسة أعلى رقم عبور باتجاه البحرين بتاريخ الجسر 1 / 5 / 2019 ( 65,326 مسافراً)، وحققت المؤسسة ثاني أعلى شهر عبور في أعداد المسافرين بتاريخ الجسر يوليو 2019 ( 2,821,640 مسافراً)، وسجلت المؤسسة كذلك ثاني أعلى يوم عبور بتاريخ الجسر بالاتجاهين 1 / 5 / 2019 ( 128,425 مسافراً)، وكان ثاني أعلى يوم عبور باتجاه السعودية بتاريخ الجسر 4 / 5 / 2019 ( 76,355 مسافراً)، وكان أيضا ثاني أعلى رقم عبور باتجاه البحرين بتاريخ الجسر 3 / 5 / 2019 ( 64,150 مسافراً). أما في إجازة عيد الفطر المبارك للعام 1440 فكان عدد المسافرين (488,719 مسافراً) ونمو بنسبة 3,20 % عن نفس الفترة من العام 2018، وكان متوسط زمن عبور المسافرين في ساعات الذروة إلى البحرين (25 دقيقة)، ومتوسط زمن عبور المسافرين في ساعات الذروة إلى السعودية (39 دقيقة)، أما في إجازة عيد الأضحى المبارك 1440 فكانت أعداد المسافرين عبر جسر الملك فهد ( 1,089,636 مسافراً)، ونمو بنسبة 3 % عن نفس الفترة من العام 2018، ومتوسط زمن عبور المسافرين في ساعات الذروة إلى البحرين (22 دقيقة)، ومتوسط زمن عبور المسافرين في ساعات الذروة إلى السعودية (23 دقيقة). الصناعات البديلة تقوم استراتيجيات المملكة على تطوير الصناعات البديلة من خلال تطوير وإنشاء سلسلة من المدن الصناعية، وتعد مدينة الجبيل الصناعية من أكبر وأهم المدن الصناعية بالمملكة، حيث أعدت بموجب مواصفات خاصة لتكون أكثر جاذبية للاستثمارات الصناعية على المستوى الإقليمي والدولي كما أنها تعد موطناً للشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك" وشركات أخرى للمواد الكيميائية والبوليمرات والأسمدة والمعادن وغيرها من المنتجات. لا تعتبر الصناعات الثقيلة والصناعات التحويلية المدخلات الوحيدة في هيكل التنويع الاقتصادي في المنطقة، ولكن يلعب قطاع الزراعة دوراً مهماً في استراتيجية التنويع، حيث تشكل زراعة أنواع مختلفة من المحاصيل كالتمور والفواكه والخضروات شريحة واسعة من اقتصاد المنطقة الشرقية. استهداف القطاع الخاص وتستهدف المملكة من رؤيتها 2030 الوصول بمساهمة القطاع الخاص في إجمالي الناتج المحلي من 40 % إلى 65 %، وقد حددت الرؤية دور القطاع الخاص السعودي في تنفيذ برامجها بصفته شريكاً أصيلاً في التنمية الاقتصادية، وما يمثله هذا القطاع في دوره التكاملي مع قطاعات ومؤسسات الدولة المختلفة من أجل اقتصاد وطني ذي مؤشرات قوية. تطور أداء الأنشطة الاقتصادية في المنطقة الشرقية البترول والغاز يمثل قطاع البترول والغاز أكبر وأهم الأنشطة الاقتصادية في المنطقة الشرقية، حيث يقع بالشرقية أغلب حقول النفط والغاز المنتجة في المملكة، ومنها حقل الغوار والسفانية والوفرة وشيبة، كما تحتضن المنطقة الشرقية ما يعادل ربع احتياطيات العالم من الزيت الخام. أما قطاع الغاز فيشهد تطورا كبيراً بالمنطقة الشرقية منذ اكتشافه فيها، وتوجد عدة مشروعات مشتركة بين شركة أرامكو السعودية وعدة شركات عالمية لتطوير مرافق الغاز، والتنقيب والعمل على استخدام الغاز في الصناعات المحلية، وفي توليد الكهرباء، بهدف توفير كميات أكبر من الزيت لأجل التصدير. النشاط الصناعي يأتي قطاع الصناعات التحويلية في المنطقة الشرقية في المرتبة التالية مباشرة من حيث الأهمية بعد قطاع البترول والغاز، وتضم المنطقة العديد من المدن الصناعية، حيث يوجد بها مدينة الجبيل الصناعية أكبر المدن الصناعية في الشرق الأوسط ومدن صناعية أخرى متطورة في الدمام والأحساء. ويقدر عدد المصانع المنتجة بالمنطقة الشرقية بنحو 1734 مصنعاً بما يمثل 22.3 % من أجمالي مصانع المملكة وبذلك تحتل المنطقة المركز الثاني على مستوى المملكة من حيث عدد المصانع الموجودة بها بعد مدينة الرياض "بحسب التقرير السنوي 2018 لغرفة الشرقية". حركة البناء والتشييد يعد قطاع البناء والتشييد من أهم الانشطة الاقتصادية بالمنطقة، فهو بمثابة قاطرة تقود الاقتصاد وتجذبه إلى الانتعاش بقدر ما تجذب اليه الاستثمارات (محلية وأجنبية)، حيث بلغ إجمالي عدد رخص المنشآت التجارية الصادرة لجميع استخدامات رخص المنشآت التجارية لعام 2017 في المنطقة الشرقية نحو 42 ألف رخصة مما يمثل حوالي 12.5 % من عدد رخص المنشآت التجارية الجديدة الصادرة في المملكة "بحسب التقرير السنوي 2018 لغرفة الشرقية". النشاط التجاري يعتبر قطاع التجارة من القطاعات الرئيسة في المنطقة نظراً للأنشطة الاقتصادية والإنتاجية الحيوية المختلفة في المنطقة، بالإضافة الى حجم السوق الاستهلاكي الكبير في المنطقة. وقد بلغ عدد السجلات القائمة بالمنطقة الشرقية "بحسب التقرير السنوي 2018 لغرفة الشرقية" نحو 192.5 ألف سجل ما يمثل نحو 16 % من إجمالي عدد السجلات القائمة بالمملكة. التنمية السياحية بلغ عدد الفنادق المرخصة في المنطقة الشرقية حسب التصنيف الجديد 90 فندقاً، مما يمثل نحو 5 % من إجمالي عدد الفنادق في المملكة في العام 2016، كما بلغ عدد الوحدات السكنية المفروشة بالمنطقة الشرقية من نفس العام 457 وحدة مما يمثل نحو 11.2 % من إجمالي عدد الوحدات السكنية المفروشة بالمملكة. تطوير خدمات الاتصالات الهاتفية والبريدية تغطي المنطقة الشرقية شبكات الاتصال من خلال الخطوط الهاتفية الثابتة وخطوط الجوال والخط الرقمي DSL ، كما تعد المنطقة من أعلى مناطق المملكة في نسبة انتشار الحاسب الآلي حيث بلغت 97.9 %. توفر المياه والطاقة الكهربائية تعتمد المنطقة الشرقية في توفير مياه الشرب على مصدرين هما المياه الجوفية والمياه المحلاة، ويوجد بالمنطقة عدة محطات لتحلية المياه المالحة على ساحل الخليج العربي من أهمها وأكبرها ثلاث محطات في مدن الجبيلوالخبروالخفجي، حيث بلغت كمية المياه المنتجة بمحطة تحلية الجبيل نحو 396.8 مليون متر مكعب 2017م، كما بلغت نحو 166.9 مليون متر مكعب بمحطة تحلية الخبر، كذلك بلغت نحو سبعة ملايين متر مكعب بمحطة الخفجي. فيما يتم توفير الطاقة الكهربائية في المنطقة الشرقية من محطات توليد غازية في الدمام، والجبيل، والقيصومة، والسفانية، والعثمانية، وشدقم، والجعيمة، ومحطتين لتوليد الكهرباء بالديزل في سلوى، والرقعي، ومحطتين بخاريتين في غزلان والقرية.