نستشعر في ذكرى الأول من الميزان في كل عام، ملحمةً من ملاحم التاريخ في العصر الحديث، التي سطر أحداثها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- في صفحات الزمن قصةً تروى للأجيال، حينما وحد هذه البلاد مترامية الأطراف، بفضل الله ثم بفضل الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، لاستعادة الدولة التي أسسها الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- على أساسٍ قويم من العدل وإقامة الشرع الحنيف، بالوسطية والاعتدال، فهي دولة راسخة الجذور، وارفة الظلال، متينة البنيان. واستمرت على هذا النهج القويم، الذي واصله أبناء الملك المؤسس، سعود، فيصل، خالد، فهد، وعبدالله، يرحمهم الله، حتى العهد الزاهر الميمون لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- الذي انتقل بالمملكة العربية السعودية إلى مرحلةٍ جديدة، برؤيةٍ ثاقبة، تستشرف المستقبل البعيد، وتسعى لأن يظل النماء والرخاء السمة البارزة لهذه البلاد المباركة، وأن تبقى حصينةً مما يحاك لها، ومما يدور حولها من اضطرابات وفتن، إلى أن جاءت رؤية المملكة 2030، التي بدأت فصلًا جديدًا من فصول التنمية والتطوير، عنوانه الهمة العالية، والعزم الذي لا يلين، والتطلع إلى أعالي القمم، يسانده في ذلك سمو سيدي ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الذي تتلمذ في مدرسة سيدي خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله-، فنهل من مدرسته العظيمة، واستقى من حكمته وحزمه، وكان منفذًا أمينًا لتوجيهاته يحفظه الله، حتى غدت بلادنا مضرب مثل في استدامة التطور والنماء. ومما يذكر لسمو سيدي ولي العهد، حرصه على تثميل بلادنا في كل المحافل بالشكل الذي يليق بها، وأن تبقى المملكة في صدارة الدول المؤثرة في شتى المجالات. تمر هذه الذكرى العزيزة لليوم الوطني، وبلادنا تشهد ولله الحمد تميزًا في شتى المجالات، يتحدث عنها القاصي والداني، ويتوجب علينا أن نستذكر التضحيات العظيمة التي قدمها جيل الآباء المؤسسين، التي لولاها لم يكن لبلادنا موقعها الريادي الذي تحتله في هذا العصر، وأن نعمل على أن تواصل بلادنا هذه الريادة والتميز، وأن نسخر كل الطاقات والقدرات والإمكانيات، وأن نبذل من أجلها الغالي والنفيس، فما من عطاء يوازي عطاء المواطن لأرضه، وما من ذكرى تتناسب مع هذا العطاء مثل ذكرى اليوم الوطني، فشمروا عن سواعدكم، واشحذوا هممكم، ولا ترضوا إلا بالقمة، فطموحنا كما قال سمو سيدي ولي العهد «عنان السماء». حفظ الله سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد، وأمدهما بعونه وتوفيقه، وأدام على بلادنا أمنها ورخاءها واستقرارها. *نائب أمير المنطقة الشرقية