يومنا الوطني عظيم مهما حاولوا تكدير مزاجه، وسيكون عظيماً بما سنفعل، بكل الطرق الإنسانية الحضارية، سواء سمع لنا العالم، أو زاول هروبه من وجه الضبع المسعور.. يأتي اليوم الوطني السعودي التاسع والثمانون مختلفاً بمعانيه وحيثياته عن جميع ما سبق من أعيادنا، نزولاً عند ما حدث مؤخراً لوطننا المفتدى بالروح من جروح وحرائق مؤلمة تجعلنا نهب في لحظة استعداد وصمت وغضب. غضب الحليم هو عنوان يومنا الوطني هذا، والسياسة السعودية كانت منذ البدايات سياسة العقل والمنطق والاحتواء والبحث والتقصي ليس فقط عن المجرم، الذي فعل بوطننا هذا، ولكن للبحث عن أعقل الحلول وأكثرها عدالة ويقيناً وسلاماً. السعودية حينما تواجه هذا التعدي السافر الأثيم على قلب عطائها ونهضتها وتميزها وتحضرها ورؤيتها، تعرف يقيناً أنها تواجه الظلام والحقد والثورة بديلاً عن الدولة، والخداع والتحايل والكذب بديلاً عن وضوح القصد وصفاء النية وشجاعة العدو، العدو الكاذب المختبئ يظل أجبن من الضبع الجريح المسعور، الذي يبحث عن لقمة دموية في خفاء ظنونه وتقيته وخبثه وأوهام أيدلوجيته. هل نحن في غاب نعيش؟.. أم أننا نرتقي في حضارة القرن الواحد والعشرين البشرية، والتي بلغت المريخ وتعدت بالعلوم والمعارف كل حدود العقل؟. هل نعيش في غاب متدنٍ، لا قانون له، ولا كبار فيه يمتلكون العقل والحكمة والقرار؟. المجتمع الدولي يثبت أن ما حدث لوطننا السعودي كان القشة الأخيرة، التي قصمت ظهر كل حضارة وتحضر ونظام وإنسانية. هل عادت للأرض أيام الصعاليك، قطاع الطرق، الغزاة في أواخر الليل، من لا ذمة لهم يراعونها، ولا خوف من نظام عالمي؟. لقد تحركت بعض المنظمات العالمية بمزاجية، وشجبت ما حدث بنوع من الانحياز، وتحركت بعض الدول العالمية باتجاهات ضالة مضلة لا نية لها على قول كلمة الحق، ولا في الوقوف مع القانون والعدالة. جرائم حرب عظمى، كان من المفترض أن تهز الضمير العالمي، وتجمع الدول العظمى قبضة واحدة ضد مطامع الضبع، وحتى لا يعود ويفعل ذلك بدولهم المرتعبة من مجرد نطق كلمة الحق! غريب ما يحدث من شتات عالمي، وغريب هو ما يستخدمه كل طرف منهم للإبقاء على مصلحته، وتعويم القضية، والذهاب لبعيد، بوعود وشكوك وإمهال للمجرم كي ينفذ بجريمته. دول كانت شريكة وصديقة وحليفة للسعودية، واليوم نراها تغني على ليلاها في البعد عن العقل وعن اليقين وعن الحيطة مما يمكن أن يكون.. هل سيترك النظام العالمي تلك الثورة المختطفة لشعبها، والمخدرة لأذرعها العربية، لتقتل ذاتها من أجل أهداف ثورتها؟ هذا اليوم الوطني مختلف عندنا، فهو فرصتنا لنثبت أننا ذلك الشعب العظيم، وأننا البلد المتحضر القويم، وأننا لا ننسى ثأرنا من هذه الثورة بأحزابها وميليشياتها المارقة الإرهابية، والتي لا تراعي ديناً ولا قانوناً دولياً ولا أخلاقاً. يومنا الوطني عظيم مهما حاولوا تكدير مزاجه، وسيكون عظيماً بما سنفعل، بكل الطرق الإنسانية الحضارية، سواء سمع لنا العالم، أو زاول هروبه من وجه الضبع المسعور. يومنا الوطني طريقنا للعز والتكاتف والاستعداد، فكلنا فداء لهذا الوطن العزيز، وشعب لا يحمي ويفتدي وطنه لا يستحق أن يعيش فيه. وطن خيراته ليست على السعوديين، ولكنه يمتد لكل يد وكل فم جائع على مدى الكرة الأرضية. وطن هو عاصمة السلام والنور والإسلام، وهو أكبر وأعظم من أن يهزه عواء الضباع. يومنا الوطني يجعلنا جنوداً وحصوناً ومدافع وصواريخ وناراً ودماراً على الباغي، بعد أن نستوفي جميع السبل الدبلوماسية المتحضرة.. "والله اللي عزنا ما لأحد منّة".