فِي خِضَم المتغيرات العالمية المتسارعة والصراعات الإقليمية المتوالية والقلاقِل الأمنية في الجوار وفي البعيد، تقف بلادنا ثابتة شامخة مُهابَة، على حدودها يتساقط المعتدون وتتكسر على صخورها معاول الطامعين ويرتد كَيد الكائدين إلى نُحورهم والمتربصين، ينعم مواطنوها بالأمن والأمان والاطمئنان في ظل دولة التوحيد التي أرسى دعمائها الملك المؤسس عبدالعزيز -طيب الله ثراه- في مثل هذا اليوم المشهود. بذلك غيّر مجرى التاريخ وكان أول من أعاد توحيد جزيرة العرب منذ عصور الخلافة الإسلامية وتمكن من لم شمل القبائل العربية وألّف بينها وقضى على فُرقتها إلى الأبد. وفي المناسبات العظيمة مثل هذه يحار المرء عن أي شيء يتحدث، كما يصعب تحديد الموضوع الذي يهُم القارئ في ظل هذا الزخم العظيم من المُنجزات التنموية والقفزات الحضارية التي شهدتها وتشهدها بلادنا الغالية في عهد سلمان الخير والحزم والعزم، أتى بالخير كله، بنى وشيد وأضاف ولم يزَل وخطى بخطوات تنموية طموحة وأولى الميدان الثقافي والقطاع السياحي الاهتمام الذي يستحقانه، فاتحاً بذلك آفاق جديدة في الاقتصاد الوطني. ماذا يُمكن للإنسان أن يقول في مثل هذا اليوم المشهود؟ لا شك أنها مناسبة أعظم وأجَل من كُل قَول. لست بصدد استعراض القفزات التنموية الهائلة التي شهدتها المملكة في هذا العهد الزاهر ولكنني أشير إلى نقطة غاية في الأهمية وهي العمل من أجل المستقبل الذي اختطه الساعد الأيمن للملك -حفظه الله- سمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان؛ أتحدث عن المستقبل في ظل الرؤية 2030 التي يقف خلفها ويعمل بكل الوسائل من أجل تحقيق الطموحات وبلوغ الأهداف الموضوعة لها رجُل بحجم المرحلة قادر على الانتقال السريع والمدروس إلى المستقبل الزاهر بإذن الله معتمداً على الإمكانات الوطنية الهائلة والاستراتيجيات المرسومة بدقة والنظرة الثاقبة والعُقول النيرة وهِمم الشباب السعودي الذي يترسم خطى أمير الشباب وقدوتهم محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه-. إن المتابِع المنصِف للشأن الاقتصادي في وطننا الحبيب، يعلم أن الذي تحقق خلال فترة وجيزة ما كان ليبرُز إلى أرض الواقع لولا جسارة محمد بن سلمان وإقدامه وسعة أفُقه وتصميمه على السير بالوطن نحو المزيد من التطور والنماء والرخاء في عهد سلمان بن عبدالعزيز القائد المُلهَم -أيده الله-. وختاماً، أتشرف أن أنتهز هذه المناسبة الغالية على كل سعودي، لأتقدم إلى مولاي خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- وإلى سمو ولي عهده الأمين وإلى الأسرة المالكة الكريمة، والشعب السعودي النبيل بأحر التهاني والتبريكات راجياً من الله العلي القدير أن يحمى وطننا العزيز من كيد الكائدين وحسد الحاسدين إنه ربي سميع مجيب. رحم الله الملك عبدالعزيز الذي وحّد جزيرة العرب وأرسى دعائم دولة التوحيد، ووضع اللبنات الأولى لبناء الأرض والإنسان. * عضو لجنة الاستثمار الأجنبي والتعاون الدولي بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض سَعد بن ظَفرة