"بَعَطَان" من أسماء بيشة القديمة، ورد ذلك في كُتب المتقدمين والمتأخرين يقول: البلداني ابن خُرْدَاذْبَه -280 ه- في كتابه المسالك والممالك في وصفه للطريق من مكة إلى اليمن".. ثم إلى تَبَالة مدينة كبيرة فيها عيون، ثم إلى بيشة بَعَطان كبيرة فيها ماء ظاهر "يريد غيل وادي بيشة". وجاء عند الجغرافي الهَمْداني "340ه" في كتابه صفة جزيرة العرب" بعطان بلد لخثعم ينسب إليه بيشة، وهو أحد أعراض نجد الكبار. ذكر الإدريسي -560ه- في كتابه نُزهة المشتاق في اختراق الآفاق "بيشة بَعَطان وهي مدينة صغيرة متحضرة جيدة المساكن حسنة البقعة فيها ماء ظاهر. وجاء بعطان على ألسنة الرّجاز والشُّعراء فكان مطمعاً للملوك والأمراء: يقول أحد الشعراء: وَسَيّدُ هَمْدانٍ أَبو عِشْنٍ الَّذِي غَزَى بِيْشَة فَاجْتَاحَها بَعَطانِ يمدح أبو عِشن سيد حاشد من هَمْدان في عصره، وهو الذي غزى بِيْشَة بَعَطَان، واستنفر قبائل وادعة وقبائل من حاشد فنفروا وسانده في ذلك الجيش الأجدع بن مالك المعمري. ويقول الرداعي في أول أرجوزته وهو في طريقه إلى مكة: ثم ببعطان بواجي الوسج تؤم من بيشة وادي ترج ومن توفيق الله -عز وجل- أن اسم بَعَطَان التاريخي لم يندثر اسمه كغيره من المواضع القديمة ك(يَبَنْبَم، والجَسْدَاء) الواقعة على طريق الحاج اليمني، وغيرها من المواضع التاريخية المهمة وبعطان اليوم قرية ووادٍ قصير المدى طوله 6 كم، يصب في مجرى وادي بيشة من جهة الشرق ويقع بأعلى مركز سد الملك فهد، والذي يبعد عن مركز محافظة بيشة بحوالي خمسة وعشرون كيلاً باتجاه الجنوب طريق "المَدْراء- المروة- الحِيْفَة- واعِر". وتكمن حضارة المكان قديماً بأنه شرياناً حيوياً لحركة القوافل التجارية ودرباً هاماً للحجاج المسافرين، وبالمنطقة عدد من النقوش الكوفية أحدها في القرن الرابع الهجري مؤرخ لعام 327ه وبأعلى القرية منفذ رِيْع بعطان الشهير والذي يُطل على القرية ويعرف ب"رِيْع الجَمَّالة"، ويطلق عليه أيضا "رِيْع المُبَشِّر"، وسمِّيَ بذلك لأن أهل البادية عندما يعودون للقرية في الخريف وهو وقت اقتطاف الثمر "الخُرْفَة" يشاهدون نخيلهم وقد بسقت فروعها، ودَلَحت عذوقها فيستبشرون بخريف ساحر ناهيك عن غيل وادي بيشة المتدفق.