أرأيت لو أنك وُلدت ونشأت في وطن يُرفع فيه الأذان خمس مرات باليوم، وتخرج وأنت طفل للعب بالشارع ليلًا ونهارًا وتعود لمسكنك طيبًا معافى كما خرجت منه، وتُمسي وتصبح وأنت في مأمن، وترى الناس من حولك كلهم أهلك، أكنت تحب سواه؟!. هل جرّبت شعور الغربة؟، حين تستيقظ على وجوه لم تعتدها، وتخاطب حضارةً وشعوبًا لم تألفها، وتجد أن أبسط القوانين التي عرفتها في وطنك قد اختلفت، فتصبح كالذي انقطع به الطريق على غير هدى، وكأن بوصلة الحياة قد تعطلت، ثم تظللك غمامة من الشوق والحنين إلى دفء وطنك، أكنت تحب سواه؟!. هو وطني، ولن أحب سواه، وبوصلتي الخضراء أينما توجهت، وطني الذي يأبى دائمًا إلا أن يقدم أهل العلم والدين في كل مجلس وقرار، وطني الذي ذلّل جهده لخدمة الحرمين الشريفين ودافع عنها بحزمٍ وإصرار، وبنى صروحًا للعلم، وبات حضنًا وملجأ للعلماء، وحصنًا محصنًا بالأمن والأمان. وطني هو رسالة الإسلام، وإليه تهوي أفئدة الناس من كل حدب وصوب. هل عرفتم وطني؟ هو جزء مني وأنا جزء منه، وسأظل أحمل حبه أينما حللت أو ارتحلت. ولنا في قول الشاعر الدكتور مصطفى بليلة وفخره بوطنه خير مثال حين قال: إني لأهتف باسم مجدك عاليًا إني لأدعو دائمًا رباه وطني حباك الله كل سعادة وطني أفاخر باسمه وعلاه