في الأسبوع الماضي عشنا قصة حزينة ضحاياها كانوا أطفالاً في بداية عامهم الدراسي وداخل مدرستهم! القصة بجميع تفاصيلها المحزنة لامست وجدان الكثيرين، وأعادت للسطح تساؤلات عدة عن مدى جاهزية المدارس في مطلع العام الدراسي وعمّن هو المسؤول عما وقع؟ الآراء مهما اختلفت لابد وأن تقف أمام سؤال منطقي، هل كان بالإمكان تجنب ما حدث؟ حقيقة مرة تكمن وراء أي إجابة يمكن أن تُعطى للرد على هذا السؤال. ومع ذلك فإن والد الضحية قد ضرب أروع مثال للصبر على القضاء والقدر والتسامح، وأعلنها صراحة أنه متنازل عن حقه في وفاة ابنه، وبأنه مؤمن أن ما حصل كان قدراً على هيئة خطأ، وأن ما أصابه ما كان ليخطئه، تعددت الأسباب والموت واحد. ماذا بعد ذلك؟ سؤال يسأله أي أب وأي أم يرتاد أبناؤهما المدارس العامة أو الخاصة، فما حصل في تلك المدرسة من الممكن أن يتكرر في أي مدرسة لو تشابهت العوامل. ما الخطوات التي ستتخذها وزارة التعليم لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث خصوصاً في المدارس المكتظة؟ من الظلم أن يتحمل المعلم مغبة كل ذلك، فالبيئة الدراسية الصحية هي من مسؤوليات الوزارة. الأمن والسلامة والقواعد التنظيمية وكذلك الإمكانات هي العوامل التي تلعب الدور الرئيس في مثل تلك الظروف. المدارس الكبيرة والمكتظة تحتاج لضمانات أقوى، وكادر أكبر وأكثر خبرة؛ فلو كان في تلك المدرسة عدد أكبر من المراقبين؟ لو كان فيها ممرض أو طبيب؟ لو كانت ساحات المدرسة المظللة والمهيأة للتقليل من عوامل الجو التي قد تؤثر سلباً على الطلبة والمعلمين على حد سواء أكبر وبحجم أعداد الطلاب، لربما اختلفت تفاصيل القصة! فما هي إلا عوامل سلبية اجتمعت في وقت واحد فكانت نتيجتها عنفاً طفولياً انتهى بوفاة. من الضروري جداً أن تدرس هذه الحالة، ويستفاد من عواقبها، وألا يتعامل معها على أنها حالة فردية. ما حصل هو نتيجة تراكمات من القصور في المباني المدرسية وتجهيزها، وزيادة الأعباء على الكادر التعليمي، وعدم توفر كوادر أخرى مساعدة للأمن والسلامة. قصة معتز يمكن أن توضع في إطار، وتعلق في فناء كل مدرسة، لتذكر الطلاب والطالبات بعواقب العنف الطفولي أو العبثي، وتنبه المعلمين والمشرفين والمعلمات والمشرفات أن الموت قد يحدث فجأة في حالة غفلة. رحم الله معتز، وألهم والديه الصبر والسلوان، وكان الله في عون كل من شارك أو شهد هذه الحادثة في تلك المدرسة، فتجربة الموت مريرة، وقد يحتاج من مر بها لدعم نفسي ليتجاوز ما شهده أو شاهده.