كشف وزير الأوقاف اليمني أحمد عطية، عن قيام ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، بإجراء أكثر من 200 تعديل على المناهج الدراسية، على نحو يشكل خطراً كبيراً على أجيال اليمن القادمة التي تُفخخ بالأفكار الحوثية الإيرانية الخبيثة، لافتاً إلى أن آثارها قد ظهرت جلية أمام العالم اليوم، من خلال استخدام الأطفال في حروبهم العسكرية، والذهاب بهم إلى المحارق، وهو ما حذرت منه الحكومة اليمنية ومنظمات عالمية. وقال عطية في تصريح ل «الرياض»: إن ميليشيا الحوثي حاولت مع بداية العام الدراسي الجديد إجبار المدرسين ومديري المدارس على فرض (قسم الولاية) الذي يمجد زعيم الحوثيين في اليمن عبدالملك الحوثي، ويعده ولياً بعد الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، ويرون في فكرهم بأن لا أحد أحق بالحكم إلا هم، ولا يمكن تفسير النصوص التشريعية إلا من قبلهم هم وحسب». وحذر من التجريف الاجتماعي والثقافي الذي تمارسه ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، وسعيها لإعادة تشكيلها طائفياً من خلال فرض هوية فكرية وثفافية وعقدية إيرانية، تحت الإكراه وباستخدام القوة وتوظيف كل مقدرات الدولة اليمنية التي استولت عليها. وأشار إلى أن الميليشيا تمضي في عملية التجريف الطائفي منذ انقلابها الأسود في 21 سبتمبر 2014، حيث استولت على جميع مفاصل الدولة اليمنية ومؤسساتها ومقراتها الحكومية، ذلك أنها احتلت العاصمة صنعاء رأس الدولة وهرمها، وبالتالي استغلت هذه المؤسسات لصالح مشروعها الطائفي، وحاولت تطويع كل شيء أمامها من أجل فكرها المستورد من إيران الدخيل على المجتمع اليمني». ومنذ ذلك الحين يضيف عطية أن الميليشيا شرعت في التمدد العسكري لإخضاع كافة مناطق الجمهورية اليمنية لسلطتها وإذلال السكان، غير أن عاصفة الحزم التي قامت بها دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية تلبية لنداء العروبة والأخوة من الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، كسرت جماح هذا التمدد، واستطاعت استعادة أكثر من 80 % من الأراضي اليمنية. ونوّه عطية إلى أن ما تبقى من أراضي تحت احتلال ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً، هي من الأهمية بمكان، إذ تشكل كثافة سكانية عالية، ولذلك تسعى الميليشيات لتجريف الهوية اليمنية المتعارضة والمتصادمة مع الهوية الطائفية الإيرانية، وغسل أدمغة الناس بفكرها الخبيث الطائفي، من خلال القوة، وما بيدها من سلطة. ولفت وزير الأوقاف اليمني في تصريحه ل «الرياض» إلى أن الميليشيات بدأت في منتصف 2015 بتغيير المناهج الدراسية بما يتوافق مع الفكر الإيراني الإثني عشري، الذي يستدعي الأحداث التاريخية التي حصلت في فترة من التاريخ الإسلامي، وتوظيفها سياسياً اليوم، كما أن الحوثيين يشكلون امتداداً لفكرة الولاية والإمامة التي تؤسس لفكرة البطنيين (أي أن الأحقية في الحكم في اليمن لأولاد الحسن والحسين وما سواه عبارة عن خدم وعبيد) مشيراً إلى أن الميليشيا تعمل الآن على هذه الفكرة للسيطرة على الحكم والاستحواذ عليه ونسف مفهوم المواطنة، والعدالة والمساواة. وبالنظر إلى أهمية التعليم فقد حرصت الميليشيات على السيطرة عليه واستغلاله، وقامت بتعيين شقيق زعيم الجماعة، يحيى بدر الدين الحوثي، وزيراً للتربية والتعليم في حكومتها غير المعترف بها، في حين أنه لم ينخرط في الدراسة ولم يدخل المدرسة قط، ولم يحصل على مؤهل دراسي لأي مستوى تعليمي يذكر، سوى أنه تلقى تعبئة فكرية طائفية لدى الإيرانيين. ودعا وزير الأوقاف اليمني الجميع إلى تحمل مسؤولياته، قبل فوات الأوان، مؤكداً أنه لا خلاص من هذا الفكر الخبيث، إلا من خلال الحسم العسكري الذي يجتث هذا السرطان من جسم اليمن النحيل، ويعيد اليمن إلى حضنه العربي.