الأول الأفضل الأسرع الأنجح، كلمات لها وقع كبير في قلب من ينطقها ويؤمن بها، يصاحبها حماس متقد للمكان الذي ستقوده إليه هذه الكلمات في المستقبل الذي يرسمه خيال صاحبه بأطياف وألوان عدة ليشكل اللوحة الكاملة والتي يمكن أن يرى الإنسان نفسه داخلها أو يرسمها لأبنائه ليكونوا شخوصاً فيها. هذه الصيغ التي تعطي الأفضلية المطلقة تتسابق حولها البشرية على اختلاف أنواعها وأجناسها وعقائدها بدءاً ببراعم طفولتها وانتهاءً بشيخوختها. حتى في النهايات عندما يحكم الموت تظل هذه الصيغ مسيطرة لتكون حاضرة في شخوص مختلفة ورؤى متباينة لمن هم محيطون بهذا الحدث! التفوق والتنافس غريزتان قائمتان للبقاء تغذيهما هذه الصيغ بلغات العالم المختلفة تاركة أثرها الضخم على حياة أصحابها.. كم من الوقت تختزله هذه الصيغ، وكم هو الوقت الذي يضيع لأجلها؟ حروب عالمية قامت بسببها وخيبات أمل تكررت من ورائها في جانب، وفي مقابله نما ما هو عكسها من سلام ونصر. الإحساس المكتنز الذي تملأ به هذه الصيغ نفوس أصحابها هو الوقود الذي يقودها نحو فوزها وهو الذي قد يتسبب بفشلها! نحن نكسب ونخسر بمثل هذه الكلمات ونحب ونكره لأجل هذه الكلمات أيضاً، وبعد أن ندرك النهاية ونحن مصرون على الكسب بإحدى هذه الصيغ المعتادة نتوقف وننظر للوراء ولمن هم خلفنا لنتأكد بأننا في المركز الأول وبأننا الأفضل والأسرع والأنجح، ولربما رغماً عن ذلك كنّا في الجانب الآخر الأسوأ والأبطأ لندرك أننا هنا خسرنا مع أننا فزنا!