أعلنت الحركات المسلحة السودانية المنضوية تحت لواء ما يعرف بالجبهة الثورية أنها التقت في جوبا عاصمة جنوب السودان موفداً من رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، مؤكداً أنها تستعد حالياً للقاء آخر مع وفد من مجلس السيادة الأسبوع المقبل. وتواصل الجبهة وحركات مسلحة أخرى اجتماعات متفرقة من أجل بلورة موقف تفاوضي توطئة للدخول في مفاوضات تفضي إلى سلام شامل في السودان، وتضم الجبهة حركات من دارفور وشرق السودان إضافة إلى النيل الأزرق من بينها حركة العدل والمساواة بزعامة جبريل إبراهيم وتحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي إلى جانب الحركة الشعبية. وقال رئيس الجبهة الثورية الجديد د. الهادي إدريس يحيى في تصريح صحافي السبت إن الجبهة تدعو كافة حركات الكفاح المسلح والتنظيمات السياسية والمطلبية للانضمام إليها أو التنسيق معها. وطالب إدريس المجلس السيادي ومجلس الوزراء باتخاذ قرارات فورية تنفيذاً لإجراءات بناء الثقة الواردة في الإعلان الدستوري الموقّع أخيراً في الخرطوم. وشدد على أن الجبهة تريد سلام عادل وشامل يخاطب جذور المشكلة السودانية ويعالج آثار الحرب بما فيها إنهاء أسباب النزوح واللجوء تمهيداً لعودة الملايين من النازحين واللاجئين إلى مناطقهم الأصلية. وأكد أن موفد حمدوك الذي التقته الجبهة في جوبا أكد عزم واهتمام السلطات الانتقالية على تحقيق السلام كأولوية قصوى لها. ودعا مجلس السيادة ومجلس الوزراء لإصدار إجراءات لبناء الثقة، على رأسها فتح الممرات الإنسانية، وإطلاق سراح الأسرى، وإلغاء الأحكام الصادرة في حق بعض قيادات الحركات المسلحة، وإرجاع الممتلكات المصادرة، وغيرها من إجراءات بناء الثقة لخلق مناخ مواتٍ لبناء السلام، ولضرورة أن يكون السلام المنشود عادلاً وشاملاً لا يستثني أحداً. إلى ذلك أصدر رئيس جنوب السودان سلفا كير قراراً بتكوين فريق يتكون من خمسة أشخاص للتوسط بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة. وعين كير مستشاره الرئيس للشؤون الأمنية توت قلواك، رئيساً لفريق الوساطة والوزير بمكتب الرئيس مييك أيي دينق، نائباً له وعضوية كل من المدير العام لجهاز الأمن الداخلي أكول كور، ووزير الكهرباء ضيو مضوك، ورئيس مفوضية الإغاثة وإعادة التعمير مناسي لومولي. وقال الناطق الرسمي باسم الرئيس كير أتينج ويك أتينج إن فريق الوساطة الذي وصل الخرطوم سيقوم بتنوير مجلس السيادة وحكومة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، بمُخرجات اللقاءات الأخيرة بين الرئيس كير مع قيادات الحركات المسلحة قبل بدء التفاوض بصورة رسمية. وأوضح أتينج، أنه لم يتم تحديد موعد انطلاق المفاوضات المباشرة بوساطة جنوب السودان مبيناً أن المفاوضات ستكون في العاصمة جوبا قريباً. ومن جانبٍ آخر رحبت السودان بقرار مجلس السلم والأمن الإفريقي رفع تعليق عضويتها بالاتحاد الإفريقي، وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان صحفي إنها ترحب باسم حكومة وشعب السودان ترحيباً حاراً بقرار مجلس السلم والأمن الإفريقي الذي صدر برفع تعليق عضوية السودان من الاتحاد الإفريقي ورفع تجميد أنشطته فيه، مؤكدة التزام السودان بأهداف ومقاصد الاتحاد الإفريقي الجامعة باعتباره دولة مؤسسة لمنظمة الوحدة الإفريقية. وأعربت عن قناعة السودان بالعمل الجماعي الإفريقي طريقاً لتحقيق أهداف شعوب القارة في الرفاه الاقتصادي والنمو الاجتماعي وتعزيز قيم الديمقراطية والتمسك بها والعمل على إعلائها.