الأطفال يحبون الدمى، خاصة دمى الحيوانات، ومن أكثر الدمى المحشية انتشاراً الدب، والذي يعشقه الأطفال الأميركان والأطفال عموماً، ولا يكاد طفل ينام إلا بجانب دبه المحبوب، فكيف صار الدب -هذا الكائن القوي الخطر- محبوباً لهذه الدرجة؟ قصة لا تخطر على البال، فقد دُعي الرئيس الأميركي ثيودور روزفلت إلى رحلة صيد عام 1902م، وأجاب الدعوة، ولما بدأت رحلة الصيد سبقته الكلاب تطارد دباً، لم يكن دباً كبيراً وإلا لمزقها بسهولة، ولكن ديسم (دب صغير) ليس معه أمه، فجرى الديسم هارباً حتى حوصر، ورغب الرجال أن ينفرد الرئيس بقتل الصيد، فربطوا الدب الصغير إلى شجرة، وانتظروا وصول الرئيس، ولما وصل ثيودور نظر إلى الديسم المذعور فرقَّ له ورفض قتله. طار الخبر في الآفاق، ونشرت إحدى الصحف كاريكاتيراً يرسم الصورة، رآه بائع ألعاب في نيويورك وأخذ يتأمل الرسمة، ثم انبثقت له فكرة صنع دب دمية، تبدو غريبة لأن الدب عُرف أنه مفترس متوحش، لكن شهرة تلك القصة أتاحت هذه الفرصة، وعَرَضه في واجهة المحل بجانب صورة الرئيس العطوف؛ ليس هذا فحسب، بل كتب رسالة إلى روزفلت يستأذن أن يستخدم اسمه لترويج الدمية، وأتى الرد المتوقع من الرئيس الذي اشتهر بالتواضع والظرافة يقول: "لا أظن لاسمي قيمة عالية في سوق الدببة، لكن افعل به ما شئت"، وهذا ما فعله البائع، فقَرن اسم الرئيس بهذه اللعبة الجديدة الموجهة للأطفال، وعرضها في واجهة المحل. وكم كان ثيودور مخطئاً في ظنه، فقد راجت الدمية في كل مكان، وعشقها الأطفال في كل أرجاء الولاياتالمتحدة، وإلى اليوم يظل الدب المحشي دمية معشوقة للأطفال تُعرَف باسم teddy bear، وكلمة Teddy هي الكنية التي عُرِف بها الرئيس ثيودور.