طبيعتنا البشرية في تعاملاتنا تُبنى على أحاسيسنا للطرف الآخر، ومن ثم على الفعل الظاهر الذي نقابله بردة فعلنا. وعند رؤيتنا للإنسانية تتحرك حواسنا بلا إرادتنا لتغوص في هذا المعنى الذي لا يتوفر في أي بلد. ومن منا لا يحب أن يرى صورة يكمن في أدق تفاصيلها الجمال.. صورة تبهر الطفل والشاب وكبير السن من الرجال والنساء.. هذه الصورة يا سادة بداخلها مشاهد في كل مشهد حكاية جميلة عن ألف حكاية ولكي أرويها فأنا بحاجة لوزارة ثقافة وإعلام كاملة تبث بجميع لغات العالم وليتني أوفيها حقها.. ما سبق من مقدمة ليس من وحي الخيال أو التمني بل حدثاً شاهدناه جميعاً تصلنا تفاصيله على مدار الدقيقة، ومنا من عاش هذا الحدث وكان خير شاهد يروي لنا هذا النجاح الذي ختم به هذا الحدث العظيم الذي تتشرف به المملكة العربية السعودية في خدمته في كل عام، وفي كل عام نزداد انبهاراً وفخراً؛ كوننا ننتمي لهذا البلد العظيم الذي يكنى ملكه بخادم الحرمين الشريفين، ومن يشرف بنفسه على الوقوف لمتابعة هذا الحدث الديني العظيم والمناسبة الإسلامية، الحج لبيت الله الحرام. أرقام وإحصائيات في مكان صغير وبعدد مهول كبير يعادل سكان دول ويتعداها. تنظيم لا ينكره إلا جاحد، وترحيب يسعد الحزين، واهتمام كأب حنون، وتوفير أقصى سبل الراحة لن تجدها إلا في المملكة. إمكانات بشرية تعمل بلا كلل وملل وهي تقول طبتم أهلاً بكم آمنين. أجواء روحانية وإيمانية زادها بشاشة رجال الأمن وهم يقومون بواجبهم الذي يوصيهم عليه ملكنا وولي عهده، ومتابعة متواصلة لأمير منطقة مكةالمكرمة ووزير الداخلية. ولن أنسى المنظومة البشرية الكاملة التي أوصلت للعالم رسالة مضمونها السلام وعنوانها الإنسانية. ولكن يبقى دور كبير علينا كسعوديين أن ننشر هذه المشاهد والصور المشرفة ونحكي بها في كل مكان وفي وسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة، فنحن سفراء لبلدنا، ونحن من يجني ثمار النجاح. وكم تمنيت أن أكتب عن جهود المملكة في خدمة الحجيج وفي مساحة أكبر حتى وإن كانت على أكبر لوحة في العالم، وكلي ثقة أني لن أوفيها حقها.