تظاهرة إسلامية عالمية حبانا الله بها وخصنا من بين جميع الشعوب، أن نكون في خدمة حجاج بيته الحرام. هذا التجمع العالمي السنوي مصدر سعادة وفخر لا يمكن أن يعادله شيء خصوصاً أن السعودية مدمنة تحسين وتطوير في كل ما يتعلق بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وأي من الخدمات التي يحتاجها الحجاج. 95 مليون حاج تشرفت السعودية والسعوديين بخدمتهم خلال آخر 50 عاماً. ربع هذا العدد تم استقباله في آخر عشر سنوات فقط، ولا أستبعد أن يتم بحول الله وقوته تقليص المدة لاستقبال 25 مليون حاج كل 5 إلى 7 سنوات مع الأخذ بالاعتبار محدودية المكان الشرعية لحدود المشاعر المقدسة، وتحديداً مشعر منى لسببين أنه المشعر الذي يقضي فيه الحاج مدة أطول مقارنة مع بقية المشاعر. السبب الثاني بسبب أنه الأصغر حجماً مقارنة مع بقية المشاعر المقدسة. توسعة الحرم المكي وتطوير جسر الجمرات وقطار المشاعر وقرار استراتيجي مميز بنقل مقرّات جميع الجهات الحكومية التي لا تقدم خدمات مباشرة للحجاج من مشعر منى إلى خارج منى لتوفير 23 ٪ من مساحة منى لتكون مكاناً للحجاج وهو ما سيوفر مساحة كافية لاستضافة 300 ألف حاج إضافي. وقرار توسعة المطاف لتصل طاقته الاستعابية إلى 107 آلاف طائف بالساعة وهو ما كان قبل التوسعة 48 ألف طائف في الساعة ومطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد في حال انتهائه وهو أكثر المطارات استخداماً لقاصدي البيت الشريف وقطار الحرمين واستحداث مشروع طريق مكة الذي سيختصر إجراءات السفر للحجاج وهم في بلدانهم. كلها مشروعات متسلسلة اكتمال مشروع منها يؤدي لتعظيم الاستفادة من الآخر بحيث باكتمالها جميعاً سيزيد عدد المعتمرين والحجاج وتزيد فرص العديد من المسلمين لتأدية هذه الشعيرة العظيمة. ولأن هذا التجمع البشري الضخم من أكثر من 150 جنسية بمختلف خلفياتهم العرقية والتي تعني أن هناك حالات مرضية ستكون نوعية وجديدة على الحجاج الآخرين بحكم تجمعهم في مكان صغير بحجم المشاعر وهو ما يتطلب عناية طبية فائقة للسيطرة على أي بوادر مرض من الممكن أن يسبب ضرراً للآخرين. فوفرت السعودية بحمد الله ما يقارب خمسة آلاف سرير ليخدم الحجاج أثناء تنقلهم واستقبلت 6200 حاج استدعت حالتهم الصحية التنويم وقدمت خدماتها الصحية لما يقارب من 737 ألف حاج راجعوا المراكز الصحية أو المستشفيات المنتشرة في المشاعر المقدسة أو الحرمين الشريفين ويقف خلف هذا الإنجاز الطبي 33 ألفاً من العاملين في القطاع الصحي. التحسين المستمر لدرجة الإدمان الذي تعيشه السعودية في كل ما يخص الحجاج وتجربتهم من بداية الرحلة وحتى عودتهم يدعو للفخر والفرح أن يختصنا الله سبحانه بمثل هذا الشرف العظيم.