بعد ساعات قليلة على تصريح وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، بأن الولاياتالمتحدة لا تجد إجماعاً على موقفها من إيران، وأنها فشلت في جلب حلفائها إلى "التحالف" لحماية طرق الملاحة، أعلنت بريطانيا تأييدها لموقف الولاياتالمتحدة وانضمامها إلى التحالف العسكري لحماية المياه الاستراتيجية في الخليج. وجاء في بيان الخارجية البريطانية أن بريطانيا ستلعب دوراً رائداً إلى جانب الولاياتالمتحدة "بعد مناقشات بناءة في مؤتمر دولي عُقد في البحرين الأسبوع الماضي، وافقت المملكة المتحدة على مرافقة وحماية ناقلات النفط عبر سفن حربية ترفع علم بريطانيا. ويقول يوسي ميكيلبيرغ، الباحث السياسي في معهد "كاثام" البريطاني ل"الرياض": إن هذا التحالف هو خطوة مهمة في طريق إثبات اتفاق المجتمع الدولي على ضرورة تغيير السلوك الإيراني رغم الاختلاف على الوسائل، ويرى ميكيلبيرغ أن موقف بريطانيا رغم الانضمام للتحالف سيبقى موقف الراغب بسلك الطرق الدبلوماسية، ولكن هذه المرة مع استخدام أسلوب أكثر تصعيداً وحدة من الجانب البريطاني ما سيجرّد إيران من قناعة مهمة تعتمد عليها وهي اختلاف العالم الغربي مع "منهج" ترمب وأسلوبه. ويضيف يوسي: "أستبعد تماماً إقدام إيران على استهداف سفن حربية بريطانية أو أميركية في مياه الخليج، فطريقة تصعيد إيران تذهب إلى استهداف حاملات النفط وليس مصالح غربية مباشرة، ليبدو تصعيدها كمن يسير في حقل ألغام وهذا الشعور بالخطر من قبل النظام الإيراني سيكبر بانتشار هذا التحالف في مياه الخليج". ويفيد ميكيلبيرغ أن الوضع الداخلي الإيراني هو من يحكم سلوك النظام العبثي أحياناً، فكل ما بقي للنظام بعد إفلاس البلاد هو التبجح بشعارات الموت لأميركا ورغبة بالتصعيد يدفع إليها الحرس الثوري الإيراني بينما هناك خشية تكبر لدى جناح آخر في النظام من مخاطر التصعيد وردود غربية غير متوقعة، مردفاً "مجرّد انتشار الغرب الذي يدعو نظام إيران إلى تدميره بالقرب من حدوده وفي مياهه هو ضربة معنوية أخرى لنظام يقول إنه صاحب سيادة وينتصر بالخروج عن قوانين المجتمع الدولي". وعلقت الباحثة في معهد الشرق الأوسط، فاطمة أسرار ل"الرياض" على التصعيد الإيراني في الخليج وتهديد بواخر الملاحة الدولية ومحاولة الولاياتالمتحدة الأميركية أن ترفع العقوبات على إيران، وترى أسرار الخبيرة في الشأن اليمني، أن هذا التواجد الأميركي والبريطاني في مياه الخليج سيخلق واقعاً جديداً في حرب اليمن وخاصة طرق إمداد الحوثيين بالأسلحة عبر البحر من إيران، حيث سيضيّق وجود سفن حربية غربية في الخليج الخناق على التحركات الإيرانية وسيعري العلاقة الإيرانية - الحوثية التي تغذي الصراع في اليمن أمام كل العالم. وتضيف أسرار: "حرب اليمن هدفها ليس عسكريا، بل الوصول إلى مشهد يجبر الحوثيين على التفاوض والتنازل عن السلاح وهذا الإجماع الدولي الذي نراه اليوم ضد إيران مكوّن من نفس الدول الغربية الموجودة في مفاوضات الأممالمتحدة حول اليمن وباتت مقتنعة بأن إيران ودعمها لأذرعتها هو ما يغذي الصراعات في المنطقة". إلى ذلك قال الرئيس الإيراني حسن روحاني في كلمة نقلها التلفزيون على الهواء مباشرة "الثلاثاء": إن الحرب مع بلاده هي أم كل الحروب محذراً مرة أخرى من أن الملاحة في مضيق هرمز قد لا تكون آمنة. وقال روحاني في خطابه الذي ألقاه بوزارة الخارجية وامتدح فيه وزيرها محمد جواد ظريف بعدما فرضت واشنطن عقوبات عليه يوم 31 يوليو، "السلام مع إيران هو أصل السلام والحرب معها هي أم كل الحروب". وأشار إلى أنه إذا أرادت الولاياتالمتحدة إجراء مفاوضات مع إيران فعليها رفع كل العقوبات، قائلاً إنه ينبغي السماح للجمهورية الإسلامية بتصدير النفط. وقال روحاني: "مضيق بمضيق، لا يمكن أن يكون مضيق هرمز مفتوحاً أمامكم بينما مضيق جبل طارق ليس مفتوحاً أمامنا".