"على حد سواء" كانت هذه الجملة التي تحولت إلى أيقونة لتعزيز حقوق المرأة، حين وردت في الأمر السامي الكريم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - بتطبيق نظام المرور على السعوديين جميعاً ذكوراً وإناثاً معلناً بذلك السماح بقيادة المرأة السعودية للسيارة، لتتوالى بعد ذلك خطوات المرحلة الأهم في عهد التغيير والتمكين. قرارات متلاحقة ومتسارعة شهدها عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله -، صعدت بالمرأة السعودية عاليًا في فترة وجيزة، وشكلت مرحلة مهمة نحو مستقبل مميز تصنعه سيدات نصف المجتمع البارعات بعزة واقتدار في وطن العدالة والنماء وتحت قيادة الشموخ والعلو. المساواة بين المواطنين وحرصت قيادة المملكة العربية السعودية كل الحرص على إعطاء النساء حقوقهن وواجباتهن أسوة بالرجال؛ لتتمكن المرأة السعودية من التعلم والإنجاز وممارسة كامل حقوقها التي تمكنها من التقدم والرقي بمستواها الشخصي والاجتماعي والمهني، حتى توجت المرأة السعودية بآخر قرارات العدل والمساواة بين الجنسين، من خلال عدد من التغييرات التي تضمن الحقوق وتكفلها وفقاً للشريعة الإسلامية. وقد حظيت المرأة السعودية بالحصول على حقوقها التي كانت ذات يوم أشبه بالحلم، فمن قيادة السيارة إلى المساواة في الوظائف ومؤخرًا إلى حق استخراج جواز السفر دون اشتراط موافقة ولي أمرها، وإعطائها حق التبليغ عن حالات الولادة والوفاة، وطلب الحصول على سجل الأسرة من الأحوال المدنية؛ حيث كان من أبرز الأنظمة واللوائح التي خضعت للتعديلات مؤخرًا نظام وثائق السفر لتصبح المساواة حاضرة بين الجنسين في استخراج وثائق السفر للخاضعين لولاية أو وصاية أو قوامة، وإلغاء إضافة التابعين في جوازات السفر، كما طال التعديل نظام الأحوال المدنية ليشمل التبليغ عن حالات الولادة والوفاة، الرجل والمرأة على حد سواء، وتمنح المرأة حق طلب الحصول على سجل الأسرة من الأحوال المدنية، كما طالت التعديلات نظام العمل ونظام التأمينات الاجتماعية، لتحل المساواة بين الرجال والنساء في فرص العمل وسن التقاعد، وانتهاء عقد العمل، وتعريف العامل، وفصل العاملة. دعم المرأة وقد صدر سابقًا في عهد الملك سلمان - حفظه الله - العديد من القرارات التي تدعم المرأة السعودية ومسيرتها حيث تمكنت المرأة في عهده - حفظه الله - من دخول المجالس البلدية وتمكنت من المجال الرياضي ونجحت فيه كما نجحت في غيره، وحظيت العام الماضي بحقها في قيادة السيارات التي تساوت في أنظمتها المرورية مع الرجل، والمساواة في العمل والتقاعد ومؤخرًا في توظيفها بمسمى "كاتب عدل" أسوة بالرجال. مراجعة الأنظمة وتعمد المملكة العربية السعودية باستمرار لمراجعة وتعديل الأنظمة واللوائح لتتواكب مع التقدم والتطور الملحوظ والنمو المتسارع للمملكة، وتتواءم مع الرقي والازدهار الذي تشهده المرحلة وذلك بما يحقق المصلحة للوطن والمواطن على حد سواء. ولاشك أن الأهمية التي أولتها القيادة الحكيمة للمرأة من إصلاحات تاريخية ونوعية تصب في مصلحتها؛ وستضمن لها الحصول على كافة حقوقها المشروعة في الدين الإسلامي، وستسهم في مساعدتها على إدارة أمورها وتسريع الإجراءات الخدمية التي تحتاجها، حيث ستتمكن من المرأة من إنهاء كافة الأمور التي كانت تحتاج فيها لوجود الولي، وستتمكن من الحصول على الخدمات التي كانت في السابق تتطلب وجود معرّف، كما ستتمكن المرأة من التعلم ومزاولة المهن التي كانت بعضهن تجد صعوبة في الحصول عليها بسبب التسلط والجهل اللذين كانا في السابق في قلة قليلة من الأسر، كما أن عهد معاملة المرأة كقاصر، أو كنصف يكمله آخر سيفنى ويندثر في ظل فرض هذه الحقوق التي سنتها الشريعة لها وكفلتها أنظمة الدولة وقوانينها. عضو فاعل وستنعكس تلك القرارات على تفعيل دور المرأة في الحراك الاقتصادي والنوعي والمعرفي ولتصبح عضوًا فاعلاً في ازدهار ونماء هذا الوطن العظيم المعطاء. فالمرأة السعودية تمتلك الكثير من العلوم والقدرات المعرفية والمهنية والذهنية التي تجعلها بلا أدنى شك ركيزة أساسية في كل جهة وكل مشروع وكل وسيلة أو فكرة تدعم الوطن وتصعد بمكانته بين الدول. إن ما تشهده المرأة السعودية اليوم من نيل لحقوقها هو عهد من العزم، هذه القرارات في مجملها لم تكن وليدة اللحظة، بل هي نتاج بحث ودراسة كانت محل اهتمام الملك سلمان - حفظه الله - وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وجزء من منظومة متكاملة تشهدها المملكة العربية السعودية في سيرها نحو التطور بما يواكب تطلعات المجتمع السعودي وطموحه الذي يعانق عنان السماء. تحقيق الطموح هذه الانتصارات التي أهدتها القيادة - حفظها الله - لفتيات هذا الوطن الشامخ تركت انطباعًا رائعًا وشحذت الهمم لتكون الفتيات على قدر من المسؤولية التي قُدمت لهن، فقد سطرت النساء السعوديات على صفحات التواصل الاجتماعي أسمى عبارات الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده قائد التغيير ومهندس الرؤية الأمير محمد بن سلمان، معربات عن أملهن في أن تكون هذه القرارات مساندًا ومساعدًا بعد الله على تحقيق الطموح ونيل المطالب التي ترتقي بهن وبالوطن والمجتمع، فهذا الوطن يستحق أن تبدع فتياته وتبتكر وتنشئ وتستثمر وتجتهد وتتكاتف ورجاله على حد سواء في الأصعدة والمجالات كافة.