مقولة استوقفتني للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله "ليست الشهرة مقياساً للعظمة فربما اشتهر من لا يستحق الشهرة وربما نُسي من كان مستحقاً لخلود الذكر"، هذا بالفعل ما يمثل "مشاهير الإعلانات" هذه الظاهرة الاجتماعية التي سطت على مجتمعاتنا العربية مؤخراً وأصبحت تتداول بشكل ملحوظ. ومع انتشار هذه الظاهرة في المجتمع لابد أن يكون لها انعكاس على أفراد المجتمع وتربيته والتحول بالمجتمع وتشكيل ثقافته خصوصا على الأجيال الناشئة، الرغبة نحو الشهرة أصبحت الآن مرض العصر حب الظهور وصنع المال هو الذي جعل الكثير يهوى الشهرة في زمننا هذا ويسعى لها أكثر من اهتمامهم بإيصال رسالة هادفة، فالبعض يرى أن الشهرة طريق لتحقيق الرغبات والمصالح المادية حيث أصبحت الشهرة حلم الكثير من أصحاب الأفكار المحدودة والضعيفة وللأسف لا يوجد محتوى هادف يقدمه غالبية هؤلاء المشاهير بل إن أبرز اهتماماتهم أولوياتهم ترتكز على كيفية التسلل إلى قلوب وعقول متابعيهم بأتفه الطرق ليزداد عدد المتابعين "الفولورز" على حساباتهم، معتقدين بذلك من أنها سترفع من شأنهم ومدخولهم المادي كما أن البعض من "مشاهير الإعلانات" يقوم بإشراك جميع أفراد الأسرة من خلال نشر الإعلانات التجارية الخاصة ببعض المؤسسات والشركات ليس هذا فحسب بل تجاوز بهم الطمع وحب جمع المال لنشر إعلانات لبعض المنتجات غير الموثوقة والتي ألحقت الضرر ببعض المتابعين من ضحايا "مشاهير الإعلانات" وممن يتخذونهم قدوات لهم في حياتهم. إن انتشار مثل هذه الظواهر ليس بالأمر الهين ولا يجب الاستخفاف بها وهنا المسؤولية مشتركة مسؤوليتنا جميعاً التصدي لمثل هذه الظواهر وجميع السلوكيات المؤثرة سلبياً لحماية الأجيال الناشئة والأجيال المقبلة بالإضافة إلى دورنا في دعم الإعلام الهادف وتسليط الضوء على الموهوبين أصحاب الإنجازات والإضافات البناءة والقيم الهادفة ومن يستحقون أن يكونوا القدوة الحسنة لأبنائنا.