عندما أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، عن رؤية المملكة 2030 في 25 أبريل من العام 2016، كانت مستهدفاتها نظرية، ولم يكن أحد - آنذاك - يتوقع أن تحقق تلك الرؤية هذا الكم الهائل من الإنجازات والإصلاحات والتحولات الجذرية، التي شهدها المجتمع السعودي في المجالات كافة بلا استثناء بهذه الوتيرة المتسارعة، التي تعكس جدية حكومة خادم الحرمين الشريفين، في إعادة صياغة المشهد الاقتصادي والاجتماعي بل والسياسي للمملكة. شمولية الرؤية، وما تضمنته من أهداف سامية، وتطلعات كثيرة، يلامس بعضها حدود "الأحلام"، جعلاها محل اهتمام دول العالم، التي ظلت تراقب المملكة عن كثب، لترى كيف ستحقق هذه الأهداف واحداً تلو الآخر على أرض الواقع، وكيف ستتحول المملكة من دولة تعتمد على دخل النفط، إلى دولة لديها اقتصاد قوي، ومصادر دخل متنوعة، ومجتمع شاب متماسك ومتطور ومثقف، لذلك، لم يكن غريباً اليوم، أن يدرك العالم بأن رؤية المملكة، بكل ما فيها من مستهدفات، ذات سقف عالٍ من الطموحات، هي قابلة للتنفيذ، ليس لسبب، سوى أنها تتسلح ب"عزيمة" الحكومة الرشيدة، و"إرادة" المواطن، على صنع التغيير، الذي يرتقي بالبلاد إلى مصاف الدول المتقدمة. إنجازات الرؤية، وما حققته على مدى أكثر من ثلاث سنوات، كانا مثار إعجاب المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي، في بيان أصدره قبل أيام، بشأن مشاورات المادة الرابعة للسعودية، ويبقى الجميل في هذا البيان، أنه أكد على تحقيق حكومة المملكة تقدماً جيداً في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والهيكلية، وتوقع الصندوق أن يرتفع النمو غير النفطي الحقيقي إلى 2,9 % العام الحالي مع زيادة الإنفاق الحكومي، وهذا يعكس ارتفاع مستوى الثقة في الاقتصاد السعودي، ويؤكد أن الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بدأت تؤتي ثمارها، وهو ما يؤكد للجميع أن الدولة السعودية، تتغير إلى الأفضل، وأن رؤيتها صائبة ومجدية، وباتت حقيقة يشهد لها الجميع. ومازالت للرؤية مشاهد أخرى، وللإنجاز بقية، سوف تتحقق تباعاً، مع استكمال الجهود والخطط والبرامج التي أعلنت عنها المملكة، لتحقيق مستهدفات الرؤية، وهي خطط مفعمة بالأمل والتفاؤل، بأن تصبح المملكة قريباً إحدى دول العالم الأول المتقدم، تشع نوراً وتطوراً وحضارة، لتملأ الكون، ومثل هذا الحلم ليس ببعيد عنا، وغداً سنحصد ثمار ما زرعته الرؤية، وهي ثمار يانعة، تؤكد حقيقة واحدة، وهي أننا سائرون على الطريق الصحيح.