يستطيع الصيادون وجامعو الثمار تحديد وجهتهم في الأدغال بشكل مذهل، حتى وإن لم يكن لديهم معلومات يستندون إليها، وذلك حسبما أظهرت دراسة أجراها باحثون تحت إشراف هانويل يانج، من معهد ماكس بلانك الألماني للتطور البشري، على قبائل Mbendjele البدائية في الكونغو. وتنشر نتائج الدراسة الأربعاء في مجلة "بروسيدنجز" التابعة للأكاديمية البريطانية للعلوم، تبين من خلال الاختبارات التي أجراها الباحثون أن كلا من الرجال والنساء والأطفال كانوا يعثرون بشكل موثوق به جداً على أهداف بعيدة عن مكان عيشهم، مع وجود هامش خطأ بمعدل ست درجات انحراف عن الهدف الأصلي. وتعد القدرة على تحديد الوجهة الجغرافية من أهم القدرات التي تتمتع بها الأنواع الحية التي تعتمد في عيشها على التنقل الدائم، من أجل البحث عن الطعام، ولأهداف أخرى، حسبما أوضح فريق الباحثين. وأثبتت الدراسة علمياً، ولأول مرة، وفقاً لمعديها، أن البشر أيضاً يستخدمون الشمس كبوصلة، وهو ما كان معروفاً بالفعل بالنسبة للكثير من أنواع الحيوانات، "فنحن نعرف أن النحل يعتمد على الشمس في تحديد وجهته والوصول لهدفه، ولكن من المفاجئ أنه لم يكن هناك حتى الآن دليل علمي على أن البشر يمتلكون هذه القدرة، وأن الأطفال يستطيعون استخدامها بالفعل في سن يبدأ من ست سنوات"، حسبما أشارت كارلين يانمات، المشاركة في الدراسة، مضيفة: "تدل نتائج دراستنا أيضاً على مدى أهمية الخبرة بالنسبة لتطورنا المعرفي". وقالت يانمات إنه من غير المعروف إلى متى سيستطيع أفراد قبيلة "مبينديله" وغيرهم من القبائل التي تعيش على الصيد وجمع الثمار، التنقل والترحال في هذه الغابات "حيث إن جميع الغابات التي يعيش فيها الصيادون وجامعو الثمار في الكونغو بيعت لشركات أجنبية، مما يجعل هؤلاء الناس مهددين، ليس فقط بفقدان أرضهم التي يعيشون عليها ومجالهم الذي يصطادون فيه، بل فقدان قدراتهم الملاحية الرائعة".