«سيارتان الأولى موديل 1973م والثانية موديل 1982م» أعادت الخلاف الشهير ما بين النجمين الذهبيين عبدالله السدحان وناصر القصبي إلى الواجهة، بعد شرارة البداية التي كانت في سبتمبر 2011م من خلال برنامج تلفزيوني مع داود الشريان، وإعلان الانفصال الرسمي عام 2012 ونهاية تعاون فني ناجح ومكافح عمره تقريباً عشرين عاماً! قبل أكثر من عشرين عاماً وعند بدايات طاش ما طاش وخصوصاً بعد الانفصال الشهير عن المخرج عامر الحمود والاستعانة بالمخرج عبدالخالق الغانم، كانت النجومية بالدراما مرتبطة بهذين النجمين، كانوا يقدمون عملاً في تلك الفترة خارجاً عن المألوف، كسروا العديد من الحواجز الرقابية التي كانت تسيطر على الخط الإعلامي السعودي، لم يكن طاش مجرد دراما كوميدية فقط، كان لسان حال الكثيرين، وهذا الامر مكنّه لتبوؤ، مكانة خليجية ونوعاً ما عربية، كأول عمل سعودي خارج الحدود، ووجد الثنائي دعماً وتقديراً كبيراً، وأيضاً مصاعب وحروباً بالوقت نفسه من مسؤولين بالتلفزيون السعودي آنذاك، ولم ينتشل العمل ويعلن بقاءه إلا ذكاء القائمين على ال«MBC» وكسبهم العمل وتحقيقهم إيرادات إعلانية خيالية وخصوصاً من المعلنين السعوديين وتحديداً بما كان يسمى ولازال مفهوم «الفترة الذهبية». كان الرابط الأكبر ما بين السدحان والقصبي بعد النجومية «المال» فكانت شركتهما «الهدف» هي الرابط المهم بهذا الخصوص، بعد انفصالهما عن عباءة المنتج والمخرج عامر الحمود، فكان هدفهما تحقيق موارد مالية بعيداً عن مجرد الأجر كممثل، في ظل الانفتاح الكبير بالسعودية في تلك الفترة بما يتعلق بمفهوم «الممثل البطل المنتج»، ورغم القضايا والحروب الإعلامية ما بين القصبي والسدحان من جهة والحمود من جهة أخرى، إلا أن النجاح لم يتوقف بل ازداد لطاش النجمين مع التلاعب بتغيير الاسم ليكون «طاش» بدلاً من «طاش ما طاش»! ناصر القصبي شبه احتكرته فيما بعد الانفصال محطة ال«MBC» وأدخلته لمرحلة أخرى وإن كانت بأدوار مساندة مع النجم الراحل عبدالحسين عبدالرضا ونجوم الدراما الكويتية، مع مشاركة ببرنامج للمواهب العربية كان نافذة له أكبر من ناحية التواجد عربياً، أما السدحان فأنتج ولازال عدداً من الأعمال من بطولته وبطبيعة الحال لم تكن بوهج ونجومية أعماله مع رفيق دربه القصبي، ربما لشهرة القناة العارضة دور في ذلك، ولكنه استمر وهذا الأمر يحسب له. بعد هذا المشوار الطويل من النجومية والتوهج والثنائية يكون عنوان الخلاف وعبر محامي القصبي سيارتين قديمتين، أمر محزن بالفعل، ولا نعرف كواليسه سوى ما باح به السدحان عبر تغريدة مؤلمة كسبت التعاطف الأكبر، وكانت هذه القضية مفاجأة بعد أن جمع القصبي والسدحان معالي الأستاذ تركي آل الشيخ وطلب منهما وبدعمه العودة مجدداً، ولكن يبدو أن «السيارتين 73 و82» كانتا بالفعل الحلقة الأخيرة كما أشار لذلك الزميل عبدالله الذيب. شخصياً وبحكم ارتباطي الصحفي معهما منذ سنوات طويلة لم أتمنى أن يكون سيناريو الحلقة الأخيرة بهذه الصورة.