رغم أن منتخب تونس لم يقدم المستوى الجيد المنتظر منه في كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم واكتفى بالمركز الرابع، فإن كثيرين أكدوا أنه كان بوسع "نسور قرطاج" تحقيق نتيجة أفضل لولا الأخطاء الساذجة لحراس المرمى الثلاثة للفريق. وامتلكت تونس على مدار تاريخها حراس مرمى متألقين ساهموا في وضع الفريق ضمن المنتخبات القوية في القارة الافريقية أبرزهم الصادق ساسي "عتوقة" ومختار النايلي وشكري الواعر وأبو بكر الزيتوني وعلي بومنيجل وأيمن المثلوثي، لكن في نهائيات كأس الأمم المقامة حاليا في مصر، شكل مركز حراسة المرمى صداعا للتونسيين وحجر عثرة أمام بلوغ الفريق المباراة النهائية رغم أن حراس المرمى الثلاثة فاروق بن مصطفى ومعز حسن ومعز بن شريفية يمتلكون الخبرة والامكانيات الجيدة. وتألق بن مصطفى مع ناديه الشباب بينما قدم حسن مستويات جيدة عند مشاركته مع تونس في كأس العالم في روسيا بينما ساهم بن شريفية في احراز الترجي لقب بطولة دوري أبطال افريقيا. وبدأت الاخطاء الفادحة منذ المباراة الأولى أمام أنجولا عندما فشل الحارس الأول فاروق بن مصطفى في التعامل مع تسديدة منخفضة بدت سهلة لترتد من يده أمام المهاجم جالما كامبوس ليضعها في الشباك الخالية ويمنح التعادل لمنتخب بلاده 1-1. وبدا أن مدرب منتخب تونس الفرنسي آلان جيريس حمل بن مصطفى حارس الشباب السعودي مسؤولية البداية المخيبة عندما تركه على مقعد البدلاء ودفع بمعز حسن بدلا منه في التشكيلة الاساسية ضد مالي بالجولة الثانية. لكن حسن الذي يلعب في نيس الفرنسي لم يكن أفضل حظا من زميله عندما تسبب في اهتزاز شباك منتخب بلاده بعد اخفاقه في الإمساك بكرة عرضية أرسلها لاعب مالي ديادي سماسيكو من ركلة ركنية وسقطت من يده لتسكن الشباك قبل أن تنجح تونس في إدراك التعادل 1-1. رغم هذا الخطأ، اختار مدرب منتخب تونس هذه المرة أن يحافظ على الاستقرار في مركز حراسة المرمى وواصل الاعتماد على حسن في بقية المباريات ونجح الفريق في تخطي الدور الأول دون فوز لكنه استفاد من نتائج منافسيه. * تواصل الأخطاء لكن حسن الذي يفتقد لحساسية المباريات، والذي لم يلعب سوى نادرا ضمن الفريق الثاني بنيس الفرنسي، واصل ارتباكه وسلسلة أخطائه. وفي مواجهة غانا بدور الستة عشر، بادرت تونس بالتسجيل وكانت في طريقها لاقتناص بطاقة التأهل لكن تردد حسن في الخروج لالتقاط كرة عالية بعد تمريرة عرضية ثم محاولة المدافع رامي البدوي إبعادها أدت لأن يسكن الأخير الكرة برأسه في الشباك ليمنح غانا التعادل 1-1. وبعد استمرار التعادل في الوقتين الأصلي والاضافي للمباراة، لجأ المنتخبان إلى ركلات الترجيح ونجح البديل فاروق بن مصطفى في التصدي لتسديدة ليقود تونس للفوز 5-4 والتأهل لدور الثمانية ويعوض خطأه في المباراة الأولى. في دور الثمانية، لم تواجه تونس مشاكل في تخطي مدغشقر التي شاركت لأول مرة في نهائيات كأس الأمم وهزمتها 3-صفر لتصعد للمربع الذهبي لأول مرة منذ تتويجها باللقب الوحيد في تاريخها على أرضها في 2004. واستعادت تونس أملها في قدرة الفريق على بلوغ المباراة النهائية للبطولة لأول مرة منذ 15 عاما لكن خطأ جديدا لحارس مرماها وضع حدا لأحلامها. وتسبب خطأ الحارس حسن وارتباكه في التعامل مع كرة بدت سهلة في خسارة الفريق 1-صفر أمام السنغال في الدور قبل النهائي لينهار حلم الفريق في بلوغ المباراة النهائية. وجاء هدف المباراة الوحيد إثر تمريرة عرضية من ركلة حرة خرج حسن حارس تونس من مرماه ليحولها بيده لترتطم في رأس زميله ديلان برون ثم تسكن شباكه في الوقت الإضافي. وشارك معز ين شريفية حارس مرمى الترجي كأساسي بدلا من حسن المصاب في مواجهة نيجيريا في مباراة تحديد صاحب المركز الثالث ولم ينجو بدوره من السقوط في الخطأ ليتسبب في خسارة فريقه 1-صفر والاكتفاء بالمركز الرابع. واستغل اوديون إيجالو مهاجم نيجيريا ارتباك بن شريفية خلال تمريرة عرضية، ضمن سلسلة أخطاء حراس تونس الثلاثة ودفاعها في البطولة، ليسجل بسهولة في الدقيقة الثالثة. ورغم أن منتخب تونس لم يقدم مستويات جيدة لكن كانت أمامه الفرصة سانحة لبلوغ المباراة النهائية لكأس الأمم لو نجح في تجنب أخطاء حراسه التي بدت ساذجة.