الكاتب العملاق صاحب رواية "زوربا" (نيكوس كازانتزاكي) كان لديه شيء إنساني فريد، ويكاد يتميز به عن بقية أقرانه الكُتّاب، وهو ثقته بمشاعر وعقل وذوق زوجته لينوتشكا أو كما يدللها (اللينى) عندما كان يسطر رواياته، أشعاره، وسيرته كانت هي القارئ الأول والناقد الأهم الذي كان يتحرى رأيها بكل شغف، كان هذا العملاق يقول لها ببساطة الطفل: "اقرئي، أرجوك، أخبريني إذا كانت لها قيمة"، يا له من حب وتواضع، قد يكون حضور مثل هذا الرجل في حياة أي امرأة مجرد إشاعة، وقد لا تصدق الكثير من النساء أن هناك رجلاً بمثل شجاعته وثقته بزوجته، هذه النماذج يغيب ذكرها كثيراً مع أنها موجودة، ولكننا تعودنا على استحضار النماذج السلبية في علاقاتنا، أتساءل لو كان هناك مقاييس تقيس مدى سلبيتنا في حياتنا، يا ترى كم ستكون نسبة السلبية لدينا؟! ألا يمكن أن نتعلم كيف ندير أنفسنا ومشاعرنا بطريقة أكثر إيجابية من أجل أن يساعدنا هذا أن نفهم أنفسنا أكثر، ونتعرف على متى نصل إلى نقطة التعادل النفسية، المأزق الآن كلما تصاعدت مشاعرنا المخلوطة بالسلبية والملل والروتين والشعور بالعجز أحياناً، كلما تأثرت فرصة الحصول على حياة رطبة نديّة مفعمة بالجمال والرضا تأثراً سلبياً..! نعيش الآن مجتمع ما بعد الحداثة Postmodern society الذي يلزم الأفراد في المجتمع أن يتحملوا مسؤولياتهم الأخلاقية، الأدبية، من أجل التصدي لأي مشكلات يواجهونها.. يا ترى ما المهارات التي نمتلكها من أجل أن نتوافق مع تسارع كل ما يدور حولنا؟ الحل هو التغيير، تغيير أنفسنا من الداخل، التفكير في قيمنا التي نحملها، والبحث في الأفكار السلبية التي تعشعش داخل عقولنا، ولكن الكثير من الناس يتحدثون عن التغيير، وكأنه تلك "البلورة السحرية" التي من يستحوذ عليها سوف يمتلك زمام التغيير بكل بساطة، وتناسوا أو نسوا أن التغيير هو إيمان داخلي به، وثقافة مجتمع، "حركة مسار" ومنظمات وأفراد، مجتمعة نحو رؤية واحدة، وهدف محدد، وبوقت ليس بالقصير، ولنا في مقولة هنري فورد حكمة، حيث "العقبات هي تلك الأشياء المخيفة التي تراها عندما تتوقف عن التطلع إلى هدفك"، وهذا التطلع يتطلب إيمانك الحقيقي بأفكارك وبنفسك وقوة إرادتك ومدى رغبتك الحقيقية بالتغيير.