قبل بداية الموسم الماضي بأيام، ومن خلال هذه الزاوية، كتبت مقالاً بعنوان «الليث خارج المنافسة»، وقرأت من خلاله المشهد الشبابي المحبط قياساً إلى عمل الإدارة في ذلك الوقت مقارنة بالفرق المنافسة، وبالفعل كانت الفوارق الفنية كبيرة بين الشباب ومنافسيه، حتى بعد عودة خالد البلطان لكرسي الرئاسة، فالرجل اجتهد لكنه في النهاية لا يملك عصا سحرية، والتراكمات التي وجدها كانت تحتاج إلى وقت أكبر، ورغم ذلك كانت بصماته واضحة، ولا سيما من ناحية الإعداد النفسي للاعبين. اليوم، الوضع مختلف للغاية داخل البيت الشبابي، فالأمور تبشر بخير، خصوصاً أن الإعداد للموسم الحالي بدأ منذ وقت باكر، وبالتحديد قبل نهاية الموسم من خلال الصفقات المحلية والأجنبية التي أبرمتها الإدارة، واستكملت هذا الصيف بلاعبين ومدرب من شأنهم أن يغيروا شكل الفريق إلى الأحسن، وبدء التدريبات بحضور اللاعبين الأجانب الجدد مؤشر جيد على حسن الإعداد، وسيكتمل عقد اللاعبين قبل بداية معسكر ألمانيا الخارجي، ففي السابق كان الشباب يعاني قرب نهاية معسكره الخارجي دون اكتمال اللاعبين الأجانب. العنصر الأجنبي مهم في ظل اعتماد الفرق على سبعة لاعبين أساسيين، وأرى أن من يوفق في ملف الأجانب سينجح موسمه، والنصر في الموسم الماضي أكبر دليل، الشباب حتى الآن يمتلك لاعبين أجانب مميزين، وفي رأيي أن صفقتي الأرجنتيني غوانكا والكولمبي أسبيريا هما الأفضل في الميركاتو الصيفي حتى الآن، فالأول تألق مع الاتفاق وأبدع وكان من نجوم دورينا، وأسبيريا تمكن وحده من إبقاء الفيحاء في الممتاز، وهذه السياسة التي يتبعها خالد البلطان ناجحة، إذ يحرص بعض الأحيان على استقطاب اللاعبين الأجانب المميزين في ملاعبنا، والتاريخ يشهد على ذلك. بمناسبة الحديث عن تاريخ «أبي الوليد» وماضيه مع الشباب، أقول للشبابيين إن مسيرة خالد البلطان المليئة بالبطولات والإنجازات والأرقام يفترض أنها تجبركم على أن تثقوا به، وبقراراته، وبتحركاته، وتمنحوه الفرصة كاملة قبل الحكم على عمله؛ لأن ما أراه اليوم من قبل البعض غير ذلك تماماً، في الوقت الذي تحظى فيه الإدارة الشبابية بإشادات واسعة من غير الشبابيين نظير عملها، بل إنها تحسد جماهير الشباب على البلطان، من حقك إبداء رأيك كمشجع وحتى توجيه سهام نقدك، لكن في النهاية يجب أن تدعم إدارة ناديك وتثق بها وتقف معها ومع خياراتها خصوصاً بعد الإعلان الرسمي. ما يجب أن يعرفه الشبابيون هو أن هنالك من يصفي حساباته الشخصية عن طريق النادي، بالتحريض على الإدارة من خلف الكواليس وترويج الأخبار الكاذبة، وفي الوقت نفسه يظهر الواحد منهم في المشهد بمظهر الشبابي المحب الحريص على مصلحة النادي، والواقع عكس ذلك تماماً؛ لأن فشل البلطان همه الأول، ويعمل أولئك على ترهيب الشبابيين، إلى درجة أن كثيرا منهم أصبحوا يخشون كتابة آرائهم خوفاً من وصفهم بالمطبلين أو ما إلى ذلك. هذا لا يعني أن كل من ينتقد هو ضد الإدارة أو يحاربها ويتمنى لها الفشل، بالعكس هنالك شبابيون نقدهم لمصلحة النادي، وإن اختلفت الآراء، لكن أحذر الشبابيين من بعض الذين يدسون السم في العسل، وواثق في الوقت ذاته بأنهم يفرقون بين الغث والسمين، ويميزون جيداً بين من ينتقدون لمصلحة النادي وأولئك الذين يحركون بعض «الدُمى» لتصفية حساباتهم.