تعهد رئيس المجلس العسكري الحاكم في السودان الفريق أول عبدالفتاح البرهان السبت «تنفيذ» اتفاق تقاسم للسلطة تم توصل إليه مع قادة الحركة الاحتجاجية الذين ألغوا الدعوة إلى عصيان مدني كان مقرراً في 14 يوليو. البرهان: لا خاسر في اتفاق 5 يوليو والجمعة تم التوصل لاتفاق بين قادة الحركة الاحتجاجية والمجلس العسكري إثر محادثات استمرت يومين، يتناول الخطوط الكبرى للعملية الانتقالية. ووافقا على أن يتناوبا على رئاسة مجلس سيادي يحكم البلاد لفترة انتقالية تستمر ثلاثة أعوام. وقال البرهان في كلمة موجهة للسودانيين: «نتعهد في المجلس العسكري ونعدكم بأن نحمي ما تم الاتفاق عليه ونحرص على تنفيذه». حميدتي: على الجميع العمل بكد وجد وأضاف، «سنعمل مع شركائنا في قوى الحرية والتغيير والقوى الأخرى بتعاون وثيق وتعامل مشترك هدفه بناء هذا الوطن». وبين البرهان، «بهذا الاتفاق نكون قد اشعلنا مصابيح الطريق، طريق الثورة السودانية المجيدة والذي يعني إسقاط الممارسة التقليدية للسياسة والفساد والمحسوبية والتمييز والعنصرية وإسقاط كل ما ينتهك عزة وكرامة المواطن وإسقاط العصبيات الجهوية والقبلية والحزبية». واعتبر أن البلاد في بداية مرحلة جديدة تتم فيها ممارسة الحكم الراشد من شفافية ومحاسبة وسيادة حكم القانون في سودان يسع الجميع وتسوده العدالة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وتمارس فيه الحقوق وفق المواطنة مع رد المظالم والحقوق ومحاربة الفساد والمفسدين. وشدد على أن الشراكة كانت هدفنا المعلن والذي سنعمل بروحه ونستكمل به المسيرة حتى بلوغ غايتها وهو قيام الدولة السودانية التي يحلم بها الجميع، دولة الحرية والسلام والعدالة. وتم التوصل للاتفاق بعد محادثات ليومين بوساطة إثيوبيا والاتحاد الإفريقي. وينص الاتفاق الجديد على أن يترأس العسكريون أولاً الهيئة الانتقالية ل 21 شهراً، على أن تنتقل الرئاسة إلى المدنيين ل 18 شهراً. ويُتوَقّع أن يكون الاتّفاق جاهزاً للتوقيع من جانب الطرفين بداية الأسبوع المقبل، على الرغم من تأجيل المسودة لتشكيل برلمان انتقالي مكوّن من 300 مقعد وفق ما تم الاتفاق عليه خلال المفاوضات. من جانبه أكد نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) أن السودان دخل مرحلة جديدة من تاريخه السياسي بعد توقيع الاتفاق، الذي كان يرجوه وينتظره الشعب السوداني. وشدد على أن هذه المرحلة تتطلب التوافق بين كل الشعب والقوى السياسية للعبور بالبلاد لبر الأمان والاستقرار والنهضة والتنمية. ودعا دقلو لنبذ العنصرية والجهوية والعمل من أجل مصلحة الوطن لتحقيق الأهداف القومية العليا، موضحاً أنه لا يملك عصا موسى وينبغي على الجميع العمل بكل كد وإخلاص وتفانٍ حتى ينهض السودان. وقال إن معاش الناس وتنفيذ مشروعات التنمية والطرق والكباري وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية وخدمات المياه النظيفة والكهرباء ستكون من أولى أولويات الحكومة المقبلة، مؤكداً أن كل الأموال التي تلقاها السودان لمساعدته موجودة في خزينة بنك السودان وكل قرش منها سينفق في مكانه الصحيح. وشدد دقلو على أن المرحلة المقبلة ستشهد بناء دولة القانون ومحاسبة المفسدين والظالمين وإعطاء كل ذي حق حقه ورفع الظلم الذي وقع على أي فرد من أبناء الشعب السوداني وتحقيق مبدأ (من أين لك هذا) لرد الحقوق لأهلها، داعياً لتحسين مرتبات وأجور الأئمة والدعاة بالمساجد.