باعتبارها من أهم الاجتماعات المتوقعة بالعالم كل عام، توفر قمة مجموعة العشرين منصة متعددة الأطراف للدول للسعي لتحقيق توافقات حول الحوكمة العالمية والتنمية المستدامة. وعشية القمة المقبلة لمجموعة العشرين في اوساكا اليابانية، سيسهم استعراض تصريحات الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال القمم السابقة للمجموعة، في المزيد من الإلهام حول حلول الصين للتحديات التي تواجه العالم. حول النمو الاقتصادي يتحلى الاقتصاد دوما بأهمية كبرى على جدول أعمال قمة مجموعة العشرين قال الرئيس شي خلال قمة مجموعة العشرين في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيريس: في «خلال سعي البشرية الدؤوب لتحقيق التنمية والتقدم، يعتبر الانفتاح والتكامل بين الدول تيارا لا يمكن وقفه، رغم الصعود والهبوط في الاقتصاد العالمي». وقال أيضا: «إن التنسيق والتكامل الأكبر بين الدول يلبي الحاجة للنمو الإنتاجي، وهما سيشكلان أيضا مستقبل علاقات الإنتاج». وأضاف: «وفي هذه العملية، تصبح الدول بشكل متزايد مجتمعا له مصالح متشاطرة، ومسئوليات مشتركة ومستقبل مشترك». لقد دعا شي مرارا وتكرارا أيضا إلى بناء اقتصاد عالمي منفتح. وقال خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ: «إن التزام مجموعة العشرين لبناء اقتصادات منفتحة قد ساعدنا على تجاوز الأزمات المالية العالمية، وهذا الالتزام حيوي لإعادة الحيوية للاقتصاد العالمي». وفي دعوته الجادة لخلق موارد جديدة لنمو الاقتصاد العالمي، قال شي: «إن الابتكار، تحديدا، يعتبر موردا حيويا جديدا للنمو». وأضاف: «أن المورد الآخر للنمو يأتي من بذل جهود أكبر لمعالجة قضايا التنمية وتطبيق أجندة عام 2030 للتنمية المستدامة، ومثل هذه الجهود ستكون مفيدة لكل من الدول النامية ولخلق فرص الأعمال والاستثمارات للدول المتقدمة». حول التعاون العالمي التعاون هو مضمون مفتاحي هام في تصريحات شي خلال القمم السابقة لمجموعة العشرين. في قمة مجموعة العشرين في مدينة هانغتشو الصينية، قال شي: «سنواصل تعزيز الحوار والتنسيق حول الاقتصاد الكلي، والعمل بروح الشراكة لدفع المساعدة المتبادلة وتعاون المنفعة المزدوجة، وتركيز تفكيرنا وطاقتنا على السعي لتحقيق نمو قوي ومستدام ومتوازن وشامل». وقال في قمة المجموعة في بوينس آيريس: «ينبغي أن نؤسس شراكة قوية ونحقق التنسيق حول السياسة الكلية. الشراكة هي الرصيد الأغلى لمجموعة العشرين»، وأكد على أنه «نحن أعضاء مجموعة العشرين، ينبغي أن نعمل معا لتجاوز أي صعوبة تعترض طريقنا». وفيما يتعلق بالحمائية، قال شي في تصريحاته خلال قمة العشرين: إنه «ينبغي أن نرفض الحمائية ونتمسك بالنظام التجاري المتعدد الأطراف ونعززه، من أجل توفير المساحة الكافية لنمو مختلف الدول». وأكد شي خلال قمة المجموعة في هامبورغ على أنه «باعتبارنا الاقتصادات الكبرى بالعالم، ينبغي لنا، بل ويجب علينا، أن نتقدم بالأمام وندعم النظام التجاري المتعدد الأطراف، ونراعي القواعد التي وضعناها معا، ونسعى عبر التشاور، لإيجاد حلول نافعة للجميع، لمعالجة التحديات المشتركة التي تواجهنا». وحول التنمية في الصين باعتباره رئيس الصين، التي هي ثاني أكبر اقتصاد بالعالم، وتسهم بأكثر من 30 بالمائة من النمو العالمي، ظل شي كريما دوما في تشاطر التجربة التنموية للصين. لقد قال في قمة مجموعة العشرين في بوينس آيريس: «الصين تدين بتقدمها للإصلاح والانفتاح، وستواصل التقدم على هذا الطريق». وأضاف: «الصين ستستمر في تحسين مناخ الأعمال، وتأمل بأن تعمل كافة الدول معا من أجل بيئة اقتصادية عالمية حرة ومنفتحة وشاملة ومنتظمة». وخلال حديثه عن منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي، قال شي خلال قمة هامبورغ: إنه «استرشادا بالرؤية الجديدة للحوكمة، سنبني منصة جديدة للتعاون لتحفيز موارد جديدة للنمو. إن التزام منتدى الحزام والطريق يتماشى كثيرا مع هدف مجموعة العشرين». وفي تصريحاته خلال قمة هامبورغ أيضا، دعا شي الدول المشاركة إلى «العمل معا من أجل دفع النمو المترابط لتحقيق الرخاء المشترك والسعي لبناء مجتمع عالمي يتمتع بمستقبل مشترك».