لم تعد الأندية السعودية في الآونة الأخيرة قادرة على تزويد الفرق الأولى والمنتخب الوطني بمواهب تستحق الزج بها والتعويل عليها في تطوير منظومة كرة القدم المحلية، فلاعبو الفئات السنية الصاعدون سرعان ما يتم تنسيقهم أو بيعهم للأندية المتنافسة على الهروب من الهبوط أو أندية الدرجة الأولى، على الرغم من جدوى الاستثمار في هذا المجال وأهميتهو خصوصاً للأندية التي لا تحظى بدعم شرفي أو جماهيرية كبرى. المشكلة في الأندية أنها ترغب في التعاقد مع اللاعب الجاهز وإن كان ثمنه غالياً، ولا تبذل جهداً في محاولة صناعة مواهب حقيقية تخدم الفريق؛ لأن خططها قصيرة المدى، ومعظم ميزانياتها تذهب لمرتبات ومعسكرات ومكافآت الفريق الأول، والغريب أن بعض الأندية تتعاقد مع لاعبين في سن ال18 أو ال17 عاماً قادمين من الحواري، ولم يسبق لهم أن لعبوا في أي نادٍ، وهذا يعد من أكبر الأخطاء التي يرتكبها مسيرو الأندية، فالمنتخب الإسباني حصل على كأس العالم 2010م بصناعة جيل بدأ من سن الثامنة، واستمر حتى مثل المنتخب الأول، وحصل على الكأس الأكبر والأشهر في تاريخ اللعبة، وكذلك فعل الألمان وغيرهم ممن حققوا البطولات الكبرى. الهيئة العامة للرياضة لا بد أن تلتفت لهذا الأمر، وتستعين بالمدارس الأوروبية الشهيرة والمعروفة، مثل: الهولندية، والألمانية، والإسبانية، وتوزعها على الأندية لتدريب اللاعبين من سن الثامنة، حتى إن اقتصت تكاليف هذه المدارس من حقوق الأندية السنوية، فالأمر لا بد أن يصبح إجبارياً؛ لأن الحاجة أصبحت ملحة في ظل عدم وجود أي لاعب سعودي يمكن التعويل عليه في هجوم المنتخب، كما أن اللاعبين السعوديين أصبحوا قلة في الدوري بسبب اختفاء المواهب. عبدالرحمن الحقباني