يبدو بأن هناك ربطاً بين إغراء الحياة المترفة التي أصبحت تأخذ شكلاً آخر من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وبين الانحرافات السلوكية التي من الممكن أن ينجرف إليها الأبناء في مرحلة عمرية مبكرة، هذا ما أكدته الاختصاصية الاجتماعية نادية الحكيم والتي ترى بأن الإغراءات الكبيرة التي أصبحت تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي لطبيعة وشكل الحياة أصبحت مؤثرةً جداً في سلوكيات الأبناء وتفكيرهم. وأضافت بأن مقاييس الحياة بشكلها الجديد أصبحت تتخذ صورة الحياة الاستهلاكية في جميع تطلعاتهم، وهذا لم يعد مقتصراً على طبقة الأثرياء أو ذوي الدخل المتوسط إنما قفز إلى تطلعات أصحاب الدخل المحدود والذين كانوا في السابق يكافحون في الحياة من أجل توفير لقمة العيش ومن أجل الحصول على أساسيات الحياة من مسكن ومن دخل جيد ينقلهم من خط الاحتياج إلى خط الاستقرار الحياتي. في حين نجد بأن ذلك تغيراً وأصبحت تطلعات أصحاب الدخل المحدود الدخول إلى عالم الاستهلاك والرغبة في السفر إلى الخارج أو ربما ارتداء الماركات ما استدعى مشكلة جديدة اجتماعية قد تدفع البعض إلى الانحرافات السلوكية وارتكاب الجريمة من أجل الحصول على المال وإنفاقه في مواضع تظهر الأفراد في حالة من الثراء الفاحش كما يفعل مشاهير المواقع الإلكترونية مبينة بأن محاكاة الثراء وادعاء العيش في محيط اجتماعي يعتمد على إنفاق المال وشراء أغلى الماركات إنما تحول إلى هوس خطير قد يلحق به ما يسمى بعدوى الجنون الاستهلاكي والقائم على فكرة أعيش من أجل أن أشتري وأستعرض.