يحظى العمل التطوعي في الدول المتقدمة باهتمام كبير من لدن أبناء المجتمع إذ يرونه دليلاً ساطعاً على محبة الوطن الذي يعيش فيه الإنسان، ففي دولة كالولايات المتحدة يوجد فيها أكثر من مليون مؤسسة خيرية تعمل في جميع المجالات التطوعية الصحية التعليمية الإنسانية القانونية البيئية الإغاثية، فمثلاً: ولاية نيوجيرسي التي يقدر عدد سكانها ب20 مليون نسمة يوجد فيها 25 ألف مؤسسة غير ربحية تعمل في الخدمات الإنسانية، وهذا مؤشر على ارتفاع مستوى الوعي والثقافة والانتماء، وأن التطوع ثقافة سائدة لها أبعادها وأهدافها في نفوس أفراد المجتمع. بدأت اللبنة الأولى ل(جمعية غوث للتوعية والإنقاذ) عام 1428ه، وهي إحدى المؤسسات العاملة في مجال التطوع الإنساني المهتمة بحالات الإنقاذ للعالقين في الرمال والسيول وكذلك البحث عن المفقودين في الصحراء والبحر والأودية والسدود وإسعافات الطرق وامتد عطاؤها ليشمل الحيوان من خلال البحث عن الأبل المفقودة في الصحراء، وما يميز الجمعية هو التكامل والتواجد في جميع مناطق المملكة (الوسطى، الشرقية، الغربية، الشمالية، الجنوبية) حيث بلغ عدد الأعضاء المتطوعين في الجمعية 3803 عضو، فيما يميز الجمعية أنها حاصلة على الاعتماد من قبل 14 جهة محلية ودولية في مجال البحث والإنقاذ، كما أنها حصلت على تبني من مقام وزير الداخلية، هذا ما يؤكد أن عملهم احترافي ومنظم ومتماشٍ مع المعايير الدولية في هذا المجال، حيث تقوم الجمعية بتقديم برامج توعوية تدريبية يومي الجمعة والسبت فيما يخص (الإسعافات الأولية) ولديها مبادرات عديدة ومشاركات متميزة في موسم الحج لعام 1438ه /1439ه. لقد أشارت رؤية المملكة 2030م إلى أمرين مهمين: أحدهما تعظيم الأثر الاجتماعي للقطاع غير الربحي "من خلال المبادرات النوعية"، أما الآخر فهو رفع زيادة المتطوعين من 11 ألف إلى مليون متطوع قبل حلول 2030م، وإمكانية الوصول إلى هذا الرقم ممكنة جداً ولاسيما إذا توفرت بعض الامتيازات للمتطوعين كحصولهم على تسهيلات في بعض الخدمات أو خصم نسبة الضرائب عليهم مستقبلاً قال تعالى: "هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ". بحيث إذا حقق المتطوع نسبة معينة من الأيام التطوعية يحصل على هذا الامتياز ويصنف الامتياز إلى مستويات، فالحوافز المادية والمعنوية لها دور كبير في تشجيع وتطوير الإفراد والمؤسسات. أعضاء جمعية غوث للتوعية والإنقاذ يعملون دون مقابل، وهذا الأصل والأساس في العمل الخيري أن يكون الدافع رضا الله تعالى، لكن هناك تكاليف مادية يحتاج إليها العضو أحياناً كمصروف البنزين أو تغيير إطار السيارة أو تعرض السيارة لأي عطل كهربائي أو ميكانيكي، وخصوصاً أن أعضاء الجمعية ليسوا جميعهم موظفين، فهناك الطالب والموظف ذي الدخل المحدود أو العاطل عن العمل، وهذا يتطلب توفير ميزانية تشغيلية تساهم في نجاح هذه الجمعية الإنسانية وتدعم جهودها التطوعية في التوعية والإنقاذ قال تعالى: (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا). رسالتان، أحدهما شكر وتحية للأستاذ منصور العاطفي صاحب فكرة فريق غوث التطوعي الذي تحول إلى "جمعية غوث للتوعية والإنقاذ"، والأخرى التماس دعم وتشجيع من الدولة لهذه الجمعية المباركة، والتي يقود مهامها ومبادراتها مواطنون سعوديون تميزوا بالشهامة. والتضحية.