مما لاشك فيه أن مجتمعنا السعودي يمر في هذه الفترة الزمنية بمستجدات تتطلب وعياً وتفهماً، خصوصاً أن تلك التغيرات تعمل على الارتقاء بالوطن، ومنح المواطن أفقاً فكرياً وثقافياً منفتحاً على العالم. إن ما أقصده هو عملية «التنوير»، وقد بدأت رحلتنا الحقيقية نحوه، وبعد أن تطلع المجتمع بفهم ووعي وحسن استبصار إلى مستقبله، والقدرة على صناعته، بفضل طموح شبابه ونهلهم من تيار العلم وتفهمهم ضرورة التحديث. ليتطلع الجميع إلى وطن طموح يواكب التطورات العالمية، ويأخذ مكانه الطبيعي بين الدول المتقدمة، والمشاركة في بناء صرح حضاري يفيد البشرية، مثل بقية الدول المتقدمة والتي لا يميزها شيء عن وطننا، سوى أنها بادرت بجسارة نحو صناعة مستقبلها بعزم وقوة إرادة. إن ما نشهده اليوم في بلادنا من خطوات جريئة في كافة المجالات: ثقافياً، وفكرياً، واقتصادياً، ومجتمعياً، منهجية تتخذ من الإصلاح سلماً نحو المستقبل، والانفتاح على كافة التجارب الإنسانية التي أثبتت نجاحها وانسجامها مع رؤى التطور وخطط الارتقاء في واقعنا المعاصر، سلاحًا وروحًا للعصر. ذلك الواقع المتشابك الذي يرتب أولوياته حسب تطلع شعبه وإحساسه بأنه شريك في المسؤولية. إذاً، لنكن على ثقة أن مشروعنا الحضاري الراهن هو انتقال متدرج، مع الاحتفاظ بالثوابت. من هنا تكون البداية، وهناك الثمرة.. بعد مشوار من الجد والتعب والإيمان بالإنجاز.