يحدث أحياناً أن يتم تقييم أداء المسؤول بمعايير عاطفية، توفر القبول لشخصية المسؤول بما في ذلك الخطاب الإعلامي والتواصل مع الجمهور وتحقيق بعض الإنجازات ذات الصدى الإعلامي، كل ذلك ينتج عنه تقييم عاطفي لا يدوم طويلاً عندما يتم تشخيص الواقع بمعايير مهنية بحثاً عن إنجازات حقيقية. التقييم غير العاطفي هو الذي يستطيع تقييم تطور الأداء والخدمات، وتحقيق الإنجازات، هذا التقييم يطبق معايير التقييم الموضوعية التي ليس من بينها العاطفة. بعض المهام مثل المتابعة عن طريق الزيارات الميدانية لا يفترض أن تكون في قائمة الإنجازات، لكنها بالمعايير العاطفية تصنف كذلك، التواصل مع الجمهور، الاستماع للشكاوى، التفاعل مع الإعلام، كل ذلك يصنف ضمن الأساليب الإدارية وليس الإنجازات. الإنجازات الحقيقية هي الإنجازات الاستراتيجية مثل برنامج الابتعاث، ومثل تحقيق الأهداف المحددة في خطة الجهاز، أو الحلول العملية التي تؤثر في حياة الناس وتعاملاتهم مثل تطبيق (أبشر). كان بعض المسؤولين القياديين ينشغلون بالقضايا الإجرائية، والمعاملات اليومية الروتينية. الآن مع وجود الرؤية الواضحة 2030 فإن المتوقع تركيز المسؤول على العمل الاستراتيجي وتجنب المركزية، وتحقيق أهداف الرؤية حسب خارطة الطريق التي وضعها برنامج التحول الوطني. أما تقييم الأداء فيجب أن يتجه نحو مدى تحقق تلك الأهداف وليس ما يتمتع به المسؤول من سمات شخصية. الصحافة قامت ولا تزال بدور مهم في المتابعة والتقييم من خلال التقارير والتحقيقات والمقالات، هذا الدور ساهم ويساهم في مساعدة المسؤولين على تحديد المشكلات والعمل على حلها، هذا نوع من التقييم الإعلامي المفيد رغم أنه يتسبب أحياناً بحدوث فجوة أو عتاب بين الإعلام والأجهزة الحكومية، الآن أصبح تقييم الأداء مسؤولية المركز الوطني لقياس الأداء الذي -حسب أدبيات المركز- يعمل على قياس مؤشرات أداء الأجهزة العامة وقياس رضا المستفيدين عن الخدمات من خلال تطبيق نماذج ومنهجيات وأدوات موحدة لدعم كفايتها وفاعليتها وإصدار تقارير دورية عن مدى تحقق الأهداف الاستراتيجية للجهة وحالة مؤشرات الأداء ومدى تقديم المبادرات نحو تحقيق رؤية المملكة وقياس رضا المستفيدين من الخدمات الحكومية. وهكذا يتجه التقييم نحو الموضوعية والتركيز على تحقيق الأهداف الاستراتيجية، وتطوير الخدمات بما يحقق رضا المستفيدين. لا شك في أهمية السمات الشخصية، وهي من عوامل النجاح؛ حسن التعامل، والتواضع، والتقدير، والعدالة، والتفاعل الإعلامي والاجتماعي. تلك أخلاق عالية رائعة ومطلوبة وتحظى بتقدير المجتمع لكنها لا تذكر في تقرير الإنجازات.