قتل ثلاثة أشخاص، اليوم الأحد، في الخرطوم في أول أيام العصيان المدني الذي دعا إليه قادة الاحتجاجات، بحسب ما أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية التي هي جزء من منظمي التحركات في هذا البلد. وأفادت اللجنة أن أحد القتلى فتى في العشرين من العمر أصيب برصاصة حية في منطقة بحري بشمال العاصمة، فيما قضى القتيلان الآخران طعنا بآلة حادة. وأطلقت الشرطة السودانية الرصاص في الهواء اليوم لتفريق متظاهرين كانوا يحاولون نصب حواجز في الطرقات في إطار حملة عصيان مدني دعا إليها قادة الاحتجاجات ضد المجلس العسكري الحاكم رداً على العملية الأمنية التي أودت بالعشرات في ساحة الاعتصام بالخرطوم. وبدأت حملة العصيان بعد نحو أسبوع من الهجوم على المتظاهرين المعتصمين أمام مقر القيادة العامة للجيش، والذي أعقب انهيار المحادثات بين قادة الحركة الاحتجاجية والمجلس العسكري. واستجابة لدعوة العصيان المدني، بدأ المتظاهرون إقامة حواجز في طرقات الخرطوم بينما أغلقت الأسواق والمتجار أبوابها في مدن وبلدات عدة. وفي منطقة بحرية بشمال العاصمة السودانية، جمع السكان إطارات السيارات وجذوع الأشجار والصخور لإقامة حواجز. وقال شاهد عيان «هناك حواجز على جميع الطرق الداخلية تقريبا ويحاول المحتجون إقناع السكان بالامتناع عن الذهاب إلى العمل». لكن شرطة مكافحة الشغب تدخلت سريعًا فأطلقت النار في الهواء والغاز المسيل للدموع على المتظاهرين قبل إزالة الحواجز المرتجلة. وأكد تجمع المهنيين السودانيين، الذي كان أول جهة أطلقت الاحتجاجات ضد حكم عمر البشير الذي امتد لثلاثة عقود في كانون الاول/ديسمبر الماضي، أن حملة العصيان المدني ستتواصل إلى حين نقل القادة العسكريين السلطة إلى حكومة مدنية. وفي حي بحري، رأى شهود شاحنة للشرطة مليئة بأشخاص بلباس مدني لكن لم يكن من الممكن التأكد إن كانوا متظاهرين تم توقيفهم. ولزم سكان الخرطوم منازلهم بصورة إجمالية منذ الاثنين عندما هاجم عناصر باللباس العسكري مخيم الاعتصام وقتلوا العشرات. وشوهدت عدة مركبات تابعة لقوات الدعم السريع، التي اتهمها شهود بتنفيذ الهجوم، تتحرك في بعض أجزاء العاصمة اليوم وقد ثبتت عليها رشاشات. وشوهد عناصر قوات الدعم السريع كذلك في محيط محطة الكهرباء الرئيسية.