شارك الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأسبوع الماضي قادة كل من فرنساوألمانيا وبريطانيا في الذكرى الخامسة والسبعين لأكبر إنزال بحري في التاريخ في منطقة النورماندي الفرنسية لتحرير أوروبا من ألمانيا النازية العملية التي قادت إلى نهاية الحرب العالمية الثانية. وعلى الرغم من الخلافات حول عدد من الملفات بين إدارة ترمب والحكومات الأوروبية، عكست زيارة الرئيس ترمب تماسك العالم الغربي وخروجه برسالة موحدة ضد المخاطر التي تهدد الأمن القومي الغربي والعالمي، حيث أبدى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أثناء لقائه الرئيس ترمب في كاين الفرنسية اشتراك باريس مع واشنطن بنفس الأهداف تجاه إيران وتأكيده على رفض فرنسا حيازة إيران سلاح نووي مضيفاً "كل النقاشات الأخرى تدور حول جوانب فنية وكيفية التعاطي مع تحقيق الأهداف". وقال الرئيس ماكرون إن باريس تتمسك بأربعة أهداف تجاه إيران، وهي "منعها من حيازة سلاح نووي، وإبطال نشاطها البالستي واحتواء نشاطها الإقليمي لتحقيق الاستقرار في المنطقة". روسيا على طاولة أعداء إيران أعلن البيت الأبيض الأسبوع الماضي عن اجتماع موسّع سيجري في القدسالمحتلة الأسبوع المقبل، بين كبار القادة الإسرائيليين والروس والأميركيين لاحتواء الخطر الإيراني. ويقول مايكل بريجينت، خبير الشرق الأوسط في معهد هدسون الأميركي ل"الرياض": إن الجانب الروسي كان عامل أمان بالنسبة لإسرائيل في دحر الخطر الإيراني من حدودها، إذ عوّلت إسرائيل على روسيا لإبعاد ميليشيات إيران من الجنوب السوري الأمر الذي تحقق في مدة زمنية قصيرة ما يدل على إمساك روسيا بقواعد اللعبة في سورية وتحكمها بالوجود الإيراني، ونيتها كذلك لإبعاد هذا النفوذ في ظل التضارب الكبير في المصالح الروسية - الإيرانية في سورية، ولذلك سنرى روسيا حاضرة في هذا الاجتماع المخصص لدحر النشاط الإقليمي المزعزع للاستقرار الذي تقوده إيران. ويضيف بريجينت: "محاولات روسيا تطمين الإسرائيليين ومنع المخاطر الإيرانية على الحدود أحد أهم أهداف السياسات الخارجية الروسية الراغبة باحتلال موقع جيوسياسي فاعل ومؤثر في المنطقة، ما يدفع روسيا على الحرص على مصالح إسرائيل التي تربطها معها مصالح وصداقة تاريخية، إضافة إلى انتهاء الصراع العسكري في سورية وانعدام الحاجة للميليشيات الإيرانية، ووضع إيران المتدهور في ظل العقوبات الذي يأخذ اقتصاد سورية إلى الهاوية ومعها روسيا بشكل تلقائي، وبالتالي كل الظروف تضع روسيا في خط واحد مع الأميركيين لمواجهة إيران وربما بفعالية أكبر من ناحية سورية" ومن المقرر أن يحضر المحادثات في إسرائيل مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات ونيكولاي باتروشيف أمين مجلس الأمن الروسي. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي إن مثل هذا الاجتماع "لم يحدث من قبل في إسرائيل". مضيفاً "الولاياتالمتحدة وإسرائيل لا تركزان فقط على طرد إيران من سورية، بل نرغب برؤية إيران ترحل عن كل الدول الإسلامية في المنطقة". وبحسب ما ذكرت قناة "كان" الإسرائيلية المقربة من الحكومة، فإن واشنطن وتل أبيب ستقدمان جملة من الحوافز لروسيا مقابل خارطة طريق مشتركة وفاعلة تنضم إليها روسيا وتقود إلى موقف روسي معارض بالكامل لإيران.