لا يزال الكثيرون يعتقدون أن الأرض مسطحة، والبعض ينكر دورانها حول نفسها، وهناك من يعتقد بأن الأرض هي مركز الكون وأن الشمس هي التي تدور حول الأرض، في نكوص للاعتقادات التي كانت سائدة قبل 600 عام! في القرن السادس قبل الميلاد تبلور مفهوم كروية الأرض في الفلسفة اليونانية. في القرن الثالث قبل الميلاد أعلن الفيلسوف اليوناني «أرسطرخس الساموسي» اكتشافه أن الأرض تدور حول الشمس. في عام 1533م أعلن العالم البولندي «نيكولاس كوبرنيكوس» نظريته التي تثبت: أن الشمس هي مركز النظام الشمسي. في عام 1600م أعلن العالم الإيطالي «جيوردانو برونو» اكتشافه: أن الأرض تدور حول الشمس. في عام 1618م أعلن العالم الألماني «يوهانس كيبلر» كل كوكب يدور في مدار إهليجي حول الشمس تقع الشمس في إحدى بؤرتيه. منذ عام 830 م كان المسلمون رواد العالم في شتى أفرع العلوم ومنها علم الفلك، حيث بلغت إسهامات العلماء المسلمين في علم الفلك ذروتها في ذلك العصر ومنها: العالم «الخوارزمي» ألف كتاب «زيج السند» الذي يحتوي على جداول حركة الشمس والقمر والكواكب الخمسة المعروفة في ذلك الوقت.. العالم «المروزي» قدر في كتابه «الأبعاد والأجرام» عدداً من القيم الجغرافية والفلكية التي تقترب كثيراً من الأبعاد الحالية، حيث قدر قطر القمر، وحدد المسافة بينه وبين الأرض. العالم «الفرغاني» حسب ما في كتابه «جوامع علم النجوم والحركات السماوية» التواء مسير الشمس، والحركة البدارية لقبا الشمس والقمر، ومحيط الأرض. العالم «البتاني» وضع جداول مطورة لمدارات الشمس والقمر. العالم «الصوفي» قام برصد النجوم، وأعطى وصفاً لمواقعها ودرجة سطوعها وألوانها ورسومها في كوكباتها، في كتابه «صور الكواكب الثمانية والأربعين». العالم «ابن يونس» رصد أكثر من 10000 مدخل لمواقع الشمس خلال عدة أعوام مستخدماً أسطرلاباً كبيراً بلغ قطره 1.4م، وبقيت ملاحظاته لخسوف القمر قيد الاستخدام لعدة قرون، وألهمت نظرياته الأخرى العالم «لابلاس» للتوصل إلى نظريتي إعوجاج مسير الشمس، وعدم المساواة بين المشتري وزحل. العالم «ابن رضوان» رصد عدداً من المستعرات العظمى. جميع النظريات العلمية حول نشأة الكون وبنيته ومصيرة ورد ذكرها في القرآن الكريم قبل أكثر من (1400) عام، فالانفجار الكبير ورد ذكره في قوله تعالى: (أولم يرَ الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما). وتمدد الكون ورد ذكره في قوله تعالى: (والسماء بنيناها بأيدٍ وإنا لموسعون). ودورات انفجار الكون وانخسافه ورد ذكره في قوله تعالى: (يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده). العجيب هو حقيقة أننا كنا نسبق أوروبا في تلك النظريات بأكثر من (1000) عام، والأعجب منه هو أن ذلك قد ورد في القرآن الكريم الذي لا يزال بين إيدي المسلمين، يقرأونه كل يوم، ولكنها القراءة دون تدبر.. قال تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالها).