أكد مختصون في الاتصالات وتقنية المعلومات، إن شركات التوصيل (خدمات لوجستية) لم تستطع مواكبة التزايد الكبير في استخدام الوسائل الإلكترونية في البيع والشراء، وهو ما أدى إلى وقوف مئات المستفيدين في طوابير للحصول على السلع التي اشتروها إلكترونيا قبيل عيد الفطر المبارك في عدد من مناطق المملكة والذي تسبب في أزمة تأخر وصول الشحنات من مواقع الطلبات والمتاجر الإلكترونية. وكانت مقاطع فيديو قد انتشرت عبر وسائل التواصل، أظهرت مئات من المستفيدين الذين اشتروا منتجات وسلع عبر المتاجر الإلكترونية يصطفون في طوابير طويلة خارج مقر إحدى شركات البريد المعروفة للحصول على ما اشتروه من منتجات وسلع. وأكد مسؤول في إحدى شركات البريد بالمنطقة الشرقية، أن شركته لم تتوقع الحجم الكبير من الطلبات التي أتت عن طريق الوسائل الإلكترونية المختلفة، والتي تضاعفت عن العام الماضي نحو ثلاث مرات على الأقل أي 300 %، مشيراً إلى أن بعض الشركات واصلت العمل على مدار الساعة عبر العمل الإضافي لتسريع وصول البضائع إلى أصحابها قبل يوم العيد. فيما أشار رئيس لجنة الاتصالات الأسبق بغرفة الشرقية خالد العبدالكريم، إلى أن الشراء عبر الوسائل الإلكترونية تزايد بشكل كبير في السنوات الأخيرة، لافتاً إلى أن شركات البريد لم تواكب هذه الزيادة ولم تزد من قدرتها في هذه المواسم، منوهاً إلى أن الناس كان يجب أيضاً أن يتقدموا بطلباتهم التي تستغرق وقتاً أطول في وقت سابق، مشيراً بأن على شركات التسوق الإلكتروني التنبيه على الناس للتقدم بطلباتهم قبل وقت كافٍ. بدوره لفت رئيس لجنة الاتصالات وتقنية المعلومات السابق بغرفة الشرقية هيثم بو عايشة، إلى أن المشكلة ليست جديدة، وشركات التوصيل تعاني من نفس الأزمة في المواسم سنوياً، وبالرغم من ازدياد الإقبال على التجارة الإلكترونية ونمو هذا القطاع إلا أن شركات التوصيل لم تواكب هذا النمو وما زالت تتعامل مع المستخدمين بعقلية ما قبل 10 سنوات سابقة، مع العلم أن الجهات الحكومية تطورت أضعاف ما كانت عليه منذ سنوات قليلة ولكنها تحتاج أيضاً تكثيف التكاتف مع الجمارك لتحسين الخدمات وتسريع فسح الشحنات في المواسم، مطالباً البريد بالدخول كمستثمر في الشحن بإنشاء شركات والاستحواذ على أخرى من أجل تحسين الخدمة. وكشف المختص في الشبكات الإلكترونية م. عامر البشارات، بدوره أن المشكلة تكمن في عدم وجود خطط كفوءة لاستمرارية الأعمال لشركات البريد، ولذلك تظهر الأزمات بالمواسم، حيث تظهر طوابير طويلة من الناس بمجرد ما يكون الطلب عالياً أو بوجود مشكلة بالأنظمة التقنية. وأفاد أن التغيير في سلوك المستهلك نحو التسوق الإلكتروني، كان يجب أن يصاحبه تطوير لخدمات البريد والتوصيل والخدمات اللوجستية المقدمة لزبائن التجزئة والشركات، لافتاً إلى أن الحل هو بتعزيز البنى التحتية لتقنية المعلومات في الشركات اللوجستية والاستثمار بأمن المعلومات من أجل الحفاظ على استمرارية الأعمال، بالإضافة إلى الرقابة الحكومية الفعالة.