تلهث بعض الأسر مساء اليوم في تأمين بعض مستلزمات للعيد، مكررة سيناريو الازدحام في الأسواق وما يرافقه من اختناقات مرورية، تلك الظاهرة السلوكية التي تحتاج إلى ثقافة للقضاء عليها، حيث بإمكاننا كأفراد أن نخلق لأنفسنا ثقافة تجهيز الاحتياجات مسبقاً وبوقت كافٍ، ومن الحلول التي يمكن تطبيقها لتفادي تلك المعضلة أو التخفيف منها، تأمين مستلزمات العيد لأفراد الأسرة (مسبقاً) وتحديداً قبل دخول الشهر أو العشر الأواخر، إما بارتياد الأسواق أو بالتسوق عبر الإنترنت حيث يمكن البحث عن المنتجات المطلوبة بعيداً عن الاختناقات في مثل هذا الوقت، وحول ذلك الأسلوب كشفت نجود العقيل - بائعة في أحد المتاجر- أنه من الجيد وتخفيفاً للازدحام الذي نلمسه كل عام وتعاني منه معظم المحال التجارية شراء مستلزمات العيد قبل دخول الشهر بوقت كافٍ، فسلبيات الازدحام لا يتضرر منها المستهلك فقط وإنما تطال سلبياته العاملين في المحلات نتيجة حركة البيع النشطة ورجل المرور وكذلك الأزواج وتضجرهم المستمر، ويصل الأمر إلى التقصير في العبادات، حيث يتوافد المتسوقون ظهيرة كل يوم من أيام العشر وحتى قبيل صلاة الفجر، مضيفة أن ما أقترحه هنا جيد لاستغلال الوقت، فاحتياجات العيد متشعبة ولا تقتصر على محلات الملابس أو الأحذية والكماليات، بل تتعداها إلى الصالونات ومحلات تجهيز الهدايا وألعاب الأطفال وغيرها، حيث تكتظ أيام العيد باللقاءات الأسرية والاحتفالات العائلية، وقد اعتاد الناس خلالها إلى تبادل الهدايا، مضيفة أنه يجب ألا يكون الاستعداد مسبقاً للعيدين فقط بل يجب أن نطبق ذلك عند الاستعداد لكافة المناسبات ومن بينها اليوم الوطني وبداية العام الدراسي وقالت منى القرزعي -ربة منزل- إنه لم يسبق لي أن طبقت هذه التجربة ولكني استحسنتها كثيراً وسأعمد تطبيقها بمشيئة الله، خصوصاً أنني وغيري الكثير عند الانتهاء من التسوق والعودة إلى المنزل لا نستطيع إدارة الوقت، حيث صلاة التهجد وكذلك اقترابنا من موعد السحور، كما أن الوقوف في المطبخ نهاراً يتبعه تسوق لوقت طويل والانتهاء منه في وقت متأخر من الليل نتيجة الازدحام، له تأثير سلبي على جسد المرأة، ومع تلك المعاناة والخطأ الفادح الذي نرتكبه في حق أجسادنا وتعرضنا إلى جشع التجار ورفع الأسعار في هذه الفترة، إلا أننا نكرر هذا الفعل في كل عام ونشتكي من ذلك ونحن المتسبب في الوقوع بها بينما الحل سهل وميسر، ورأت منيرة العقيل -معلمة- أن أسلوب تأمين متطلبات العيد مسبقاً هو من أنجح الأساليب التي اتبعتها، حيث عملت به في العام الماضي والعام الذي يسبقه، كما استفدت من التسوق الإلكتروني وشراء الكثير من احتياجاتي واحتياجات أطفالي ومختلف كماليات المنزل، وذلك وفر علي وعلى زوجي الكثير من الوقت، وبمقارنة بسيطة بين هذين العامين والأعوام السابقة أجد استغلال ساعات الليل بأشياء مفيدة أهم ومن ذلك أني التحقت بنادٍ رياضي أرتاده ليلياً، بينما في السابق كان يستحيل علي عمل ذلك، حيث يمضي معظم وقتي في الأسواق وفي معظم الأحيان كنت أنتقل من مجمع تجاري لآخر في نفس الليلة، رغبة في توفير احتياجات العيد بأكملها لي ولأبنائي في أقل مدة ممكنة، ولكن غالباً لا أتمكن من تأمينها بالكامل إلا في ليلة العيد أو الليلة التي تسبقها، وذلك يعرضنا في الوقوع في فخ ارتفاع الأسعار، وقالت -أم وليد- ربة منزل أن توفيري لمتطلبات أسرتي للعيد في العشر الأواخر هو متعب جداً خاصة أن لدي 5 أبناء، جميعهم يعتمدون علي اعتماداً كاملاً في توفير احتياجاتهم، والبقية يحتاجونني في الاستشارة، ولابد أن أكون متواجدة معهم أيضاً، مما يسبب لي المشقة والإرهاق الجسدي، إضافة إلى الشكوى المستمرة من زوجي بسبب ضياع وقته سدى في زحمة الشوارع عندما يرافقني إلى السوق، أو عندما يوصلني إليه، وكذلك شكواه من ضياع وقته عندما لا أجد ما يناسبني في أحد المجمعات التجارية أو انتهاء أحد المتطلبات الضرورية التي أبحث عنها، وكنت مضطرة للانتقال إلى مجمع آخر يبعد عنه كثيراً، ولكن سأعمل على تطبيق هذا الأسلوب لما له من إيجابيات ستخدمني وأفراد أسرتي. ازدحام الأسواق ليلاً بمختلف مدن المملكة