كنا أمام حرب عالمية ثالثة لو استمر اتفاق البرنامج النووي، وكانت إيران ستضع العالم في مأزق، والمملكة حذرت منه مراراً، وأحدها تصريح سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال لقائه بالرئيس الفرنسي في أبريل 2018م، والرئيس الأميركي أدرك خطورة هذا الاتفاق وأعلن الانسحاب منه، ولا أعتقد أن دول العالم ستسمح بأن تكون إيران دولة نووية، خصوصاً أنها دولة لا تلتزم لا بالقوانين ولا بالمواثيق الدولية، وتتعامل مع المنظمات الإرهابية وتأويهم، وتقدم الدعم للميليشيات المسلحة في المنطقة، لإثارة الفوضى، ولتهديد أمن دول الجوار عبر استهداف المدن والمواقع الاقتصادية، وكل ذلك من أجل أطماعها وأهدافها التوسعية في المنطقة، والولاياتالمتحدة الأميركية فرضت على إيران عقوبات وأرسلت طائرات الB52 إلى قاعدة «العديد»، وحاملة الطائرات «أبراهام لينكولن» إلى مياه الخليج العربي، إضافة إلى مستشفى القوات البحرية، للحماية من أي تهور أو تهديدات إيرانية نتيجة الضغط الذي تواجهه طهران، والذي إما أن يؤدي إلى نتائج إيجابية، وهذا قد يكون مستبعدا نظرا لتاريخها المليء بنقض العهود والالتفاف على الاتفاقيات والمعهادات، أو يؤدي إلى تهور إيراني تحرك به الأذرع الإرهابية المدعومة والموالية لها، واستهداف بعض المواقع الحساسة، وهذا ما سيجعل واشنطن تقدم على خطوات حازمة ضد طهران؛ وتأتي دعوة خادم الحرمين الشريفين لعقد قمتين في مكة، نتيجة تصاعد التوتر في منطقة الخليج بين الولاياتالمتحدةوإيران، وبعد الهجوم على سفن تجارية قرب المياه الإقليمية لدولة الإمارات، وما قامت به ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران من الهجوم على محطتي ضخ نفط بالمملكة، ولحرص المملكة على التشاور والتنسيق مع الدول الشقيقة في مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية، في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وما آلت إليه الظروف الحالية التي تتطلب موقفاً خليجياً وعربياً موحداً لمواجهة التحديات والمهددات المحيطة، بالإضافة إلى أن هناك ضرورة ملحة لاتخاذ مواقف جادة من الأحداث الأخيرة التي واجهت الأقليات المسلمة، وما يتعلق بتصاعد خطاب الكراهية ضد الجاليات المسلمة في دول العالم.