أصبح الاقتصاد التركي في عهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يمر بمرحلة صعبة ونمو متعثر، فلم ينجح رئيس حزب التنمية والعدالة الحاكم في تركيا في كبح جماح التضخم وسقوط الليرة التركية أمام الدولار الأميركي، ولم يفلح بإقناع الشعب التركي بمشروعاته ونتائجه الاقتصادية، والآن تواجه بلاده مأزقا جديدا، من خلال الخطوط التركية، والتي أصبحت تواجه تهماً خطيرة بالعنصرية لدى المنظمات الحقوقية الدولية. وقال المحلل السياسي ورئيس تحرير مجلة إيران بوست في مصر شريف عبدالحميد ل«الرياض»: إن المسؤولين الأتراك يدركون حجم تدهور الاقتصاد التركي بسبب سياسة رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم للبلاد، وأكد عبدالحميد بأنه حالياً تواجه الخطوط التركية شكوى حقوقية أمام منظمة الطيران الدولية والهيئات الأممية ضد التمييز العنصري بالخطوط، وأعلنت المنظمات الحقوقية عن فتح باب تسجيل الشكاوى عن المعاملات العنصرية بالخطوط التركية، إضافة إلى إطلاق حملة وصفحة إلكترونية وحسابات على السوشل ميديا بعنوان «الخطوط الجوية التركية نموذج للتمييز العنصري بالعالم»، وأكدت على ذلك المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا وأوروبا والمنظمة الأفريقية لتراث حقوق الإنسان في بيان لها أمس بشأن عدم التزام وامتثال الخطوط الجوية التركية ب»اتفاقية شيكاغو»، حيث إنها انتهكت ميثاق الأممالمتحدة وقواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان بسبب التمييز بين الجنسيات والمعاملة، فقد انضمت تركيا إلى الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، والذي نصت على أن الدول الأطراف في هذه الاتفاقية تتعهد بعدم تشجيع أو حماية أو تأييد أي تمييز عنصري، يصدر عن أي شخص أو أي منظمة أو شركة، ولكن تركيا لم تقم باتخاذ أي إجراءات بتعزيز وتشجيع الموظفين والإدارة العليا بالخطوط الجوية التركية باتباع الاحترام والمراعاة العالميين لحقوق الإنسان والحريات الأساسية للناس، دون تمييز بسبب العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين، فإن التمييز العنصري سياسة ممنهجة في النظام السياسي لحزب العدالة والتنمية وزعيمه طيب رجب أردوغان، وقدم مسافرون كثيرون شكاوى إلى المنظمتين الحقوقية من العنصرية وسوء المعاملة والتمييز الكبير من موظفي الخطوط الجوية التركية، سواء في مكاتب السفريات في تركيا ومكاتبهم في مطارات تركيا وبخارج تركيا ضد العرب والأكراد والسود وغيرهم من المسافرين من وإلى تركيا، وكثرت مظاهر العنصرية والتمييز العرقي في تعامل الخطوط الجوية التركية ضد المسافرين من الأقليات غير المسلمة، ويظهر بشكل رئيس في شكل مواقف وتصرفات سلبية من قبل موظفي الأتراك بالخطوط التركية تجاه الأشخاص الذين لا يعتبرون عرقياً أتراكاً، وهذا التمييز هو في الغالب تجاه الأقليات العرقية غير التركية مثل الأفارقة والأرمن والأشوريين واليونانيين والأكراد واليهود والزازا، وتعلن المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا وأوروبا والمنظمة الأفريقية لتراث حقوق الإنسان عن فتح باب تسجيل الشكاوى من التمييز العنصري كل مسافر على الخطوط الجوية التركية وإرسالها إلى الإيميل التالي «[email protected]»، حيث إن المنظمتين بصدد تسجيل كل الشكاوى بشان المعاملات العنصرية من قبل الخطوط التركية وتواطؤ الحكومة التركية معها، ورفعها رسمياً إلى منظمة الطيران الدولي ومجلس حقوق الإنسان والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، وستطلق المنظمتان خلال هذا الأسبوع حملة وموقعا إلكترونيا وحسابات على السوشل ميديا بعنوان «الخطوط الجوية التركية نموذج للتمييز العنصري بالعالم»، وأرفقت المنظمة مقطعاً لفيديو يوضح التهجم والتمييز والسب لموظف تركي يعمل بالخطوط الجوية التركية ضد مسافر عربي تأكيداً على هذه العنصرية، وأشار عبدالحميد إلى أن هذه العنصرية ليست غريبة على الخطوط التركية، خاصة أنها عملت العام 2016م في مطارات تركيا على تصنيف الركاب إلى ثلاث درجات، ووضعت العرب والشعب الأفريقي درجة ثالثة، وأنهم آخر من يدخلون الطائرات بعد الركاب من جنسيات أوروبية وأميركية.