في الساعة الأخيرة من يومنا الرمضاني تعيش ربة المنزل حالة استنفار مع بناتها لتجهيز السفرة ووضع اللمسات الأخيرة عليها، ذلك المشهد يتكرر كل يوم عندما يقترب موعد أذان المغرب حيث تتسارع الخطوات في مساحة المطبخ استعداداً لتجهيز السفرة ما بين قلي السمبوسك ووضع النوع الآخر في الفرن وتجهيز الفول وتقطيع خضراوات السلطة ووضع اللمسات الأخيرة على صحون الحلويات من مكسرات وخلافه ويتعالى صوت الجميع باقتراب موعد الإفطار ورفع وتيرة الاستعداد القصوى للانتقال للجهة المقابلة من المطبخ للجلوس حول طاولة الطعام والإفطار مع الأهل. في هذه اللحظة الأخيرة التي تسبق تجهيز سفرة رمضان تشهد البيوت وتحديداً مساحة المطبخ الكثير من الحوادث ما بين البسيطة التي تعالجها الإسعافات المنزلية البسيطة أو الطارئة التي تحتاج نقلاً إلى قسم الطوارئ في المستشفى حيث يستنفر طاقمه الطبي قبل أذان المغرب أو بعده بقليل. وتتذكر بسمة العوفي حادثة قطع إصبعها بالسكين وهي تحاول فتح إحدى العلب الكرتونية على عجلة من أجل تزيين صحن الكنافة الذي كان سبباً لإفطارها في قسم الطوارئ حتى انتهت معالجة الإصبع المقطوعة وتم منعها من استعمال اليد المصابة لمدة أسبوعين، ولكن حبها لطبخ أطباق رمضان جعلها قريبة من المطبخ مقدمة النصائح لابنتها عند تجهيز سفرة رمضان محذرة ربات البيوت من تجاهل وسائل السلامة في المطبخ وبشكل خاص في شهر رمضان، وذلك بسبب ازدحام المطبخ وقت الذروة ورغبة الجميع في التعاون والمشاركة في تجهيز السفرة لاسيما أن بعض الأكلات يجب أن تحضر قبل الأذان بدقائق ومعها يجب أن يتوخى الحذر ومنع الأطفال من دخول المطبخ حفاظاً على سلامتهم حتى وإن أصروا على ذلك، وقال مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بمديرية الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة العقيد سعيد سرحان: إن الحوادث المنزلية تنتج عنها إصابات تصل أحياناً إلى الخسائر بالأرواح وتأتي تلك الحوادث إما عن إهمال أو عدم المعرفة باستخدام بعض الأجهزة التي تؤدي إلى وقوع تلك الحوادث ومع التطور التقني والتكنولوجي والذي يحدث بسرعة عالية أصبحت المنازل أكثر خطورة عن ذي قبل مضيفاً أن الكهرباء وما فيها من توصيلات كهربائية تعد الأبرز في تلك المخاطر ومن هنا يجب مراعاة شروط السلامة التي يجب توفرها وأدناها طفاية حريق وكواشف الدخان، وأيضاً تركيب أجهزة مانع تسرب الغاز وإبعاد الآلات الحادة والمواد الكيميائية عن متناول الأطفال، واختيار التوصيلات والأجهزة الكهربائية الجيدة الصنع والمطابقة للمواصفات والمقاييس المعتمدة، ومتابعة الصيانة الدورية لبعض الأجهزة والعمر الافتراضي لها تساهم في التقليل من الحوادث داخل المنزل، مشيراً إلى أن الأطفال هم الشريحة الأكبر داخل الأسر الذين يتعرضون بنسبة كبيرة لنتائج تلك المخاطر، وكثيراً ما يكونون وراء حدوثها، وذنبهم الوحيد أنهم لا يملكون القرار ومن الواجب علينا مساعدتهم في رفع مستوى الأمان والسلامة لديهم من خلال رفع التوصيلات الكهربائية والأجهزة عن متناولهم قدر الإمكان والحذر الدائم من اقترابهم من التوصيلات الكهربائية وتحميلها فوق طاقتها وتعويد الأبناء على التعامل الأمثل عند استخدام الأجهزة الكهربائية واتباع الإرشادات الخاصة بها وتجنب تشغيل الأجهزة على الأرضيات المبللة. ونبه إلى أن الأدوات الحادة والمنظفات من الأشياء الخطرة الموجودة في المنزل يمكن أن تؤدي إلى وقوع إصابات عند تعرض الأطفال لها، وللوقاية من تلك المخاطر يجب حفظها في مكان آمن بعيد عن الأطفال واستخدامها بالشكل الصحيح، ونوه طبيب طوارئ بأحد المستشفيات الخاصة إلى استقباله خلال الأيام الماضية العديد من حوادث الحروق بالزيت أو الماء الساخن، وذكر أن تقنيات الأجهزة الحديثة في المطابخ ساهمت في رفع درجة الأمان وبالتالي حدت كثيراً من حجم الحوادث المنزلية. حروق عديدة تتهدد المرأة غير النبيهة في المطبخ