تشكّل المتاحف والمعارض وجهات سياحية رائدة تحرص عليها مختلف دول العالم، وتمثّل نافذة ثقافية تطل من خلالها إلى الشعوب، وتستقطب السائحين لمشاهدة ما تحويه من معارف حديثة وقديمة، تتناول موضوعاتها غالباً الجوانب الثقافية التاريخية والعلمية والدينية والاقتصادية، ويجتمع تحت سقفها زائرون من مختلف الجنسيات، ويتاح الدخول إليها برسوم رمزية وأحيانا بلا مقابل. وفي المدينةالمنورة، شيّدت على مدى السنوات القليلة الماضية عديد من المعارض والمتاحف التي صمّمت بتقنيات حديثة ومتقدمة، وشرعت أبوابها أمام الزائرين لمشاهدة ما تحويه من معروضات ومجسمات وعروض مرئية متعددة، وباتت تمثّل وجهة لقاصدي المسجد النبوي خلال مواسم العمرة والحج، نظراً لقربها من المسجد النبوي ويتاح الدخول إليها مجاناً. ويعدّ «متحف السلام» الذي يجري تشييده في الناحية الغربية للمسجد النبوي أحد المتاحف التي تحتضنها طيبة الطيبة؛ حيث تتواصل الأعمال الإنشائية في المشروع الذي دشّنه قبل بضعة أشهر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -، وتشرف على تنفيذه هيئة تطوير المدينةالمنورة، ويقام المتحف على مساحة 17400 متر مربع، ويشمل قاعات عرض تبلغ مساحتها 4650 متراً مربعاً. ويهدف المتحف إلى إثراء التجربة الثقافية لضيوف الرحمن زوار المسجد النبوي، وتعريفهم بالمدينةالمنورة ومسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومقتنياته، وإبراز جهود وعناية الدولة في خدمة الحرمين الشريفين وخدمة قاصديهما. وفي الناحية الجنوبية للمسجد النبوي، يقام «متحف ومعرض القرآن الكريم»، الذي تهدف فكرة إقامته إلى إثراء التجربة الدينية والثقافية للحجاج والمعتمرين، وتعريف الناس بكتاب الله تعالى عبر محتوى علمي دقيق، ومنظومة من التقنيات صمّمت وفق أحدث أساليب العرض المتحفي، وقد احتفل متحف ومعرض القرآن الكريم في ال 13 من رمضان الجاري بتخطي عدد زائريه الخمسة ملايين زائر قدموا من 143 دولة. وعلى بعد خطوات من مسجد قباء، شيّد «المعرض الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية» على مساحة أربعة آلاف متر مربع، حيث يعدّ أضخم معرض حضاري شامل يتناول سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، مستعرضاً نشأته وأخلاقه العظيمة، ومراحل دعوته، وهجرته، ويقدّم لزائريه كماً وافراً من المعلومات التاريخية الموثّقة عن السيرة النبوية العطرة، والحضارة الإسلامية في عمل وثائقي وعلمي متقن. ويقدّم المعرض عرضاً مشوقاً عن أحداث السيرة النبوية العطرة باستخدام الشاشات المرئية، والتصاميم التي تحاكي الواقع ليقدّم نبذة شاملة عن تاريخ السيرة النبوية والحضارة الإسلامية وكل ما يتعلق بسيرة النبي عليه الصلاة والسلام وما تحفل به من تجليات ورسائل المحبة والسلام في إرث علمي عظيم. ويتيح المعرض لزائريه الاطلاع على مجسمات وصفية تقريبية لمكة المكرمةوالمدينةالمنورة قبل وبعد الهجرة النبوية، كما يتناول مراحل إعمار وتوسعات الحرمين الشريفين على مرّ العصور. واحتضنت طيبة الطيبة عديدا من المعارض التي شكّلت وجهة لقاصدي المسجد النبوي من بينها «معرض أسماء الله الحسنى»، الذي أقيم في الجهة الغربية للمسجد النبوي، ولتعريف مرتاديه بأسماء الله الحسنى، ويقدّم بعض العروض المرئية التي تتناول معلومات علمية، تدل على عظمة الله سبحانه وتعالى وخلقه لهذا الكون الواسع. وتنشط الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة المدينةالمنورة في تنظيم فعاليات ثقافية وتوعوية عديدة، تنظم حالياً «متحف المدينةالمنورة» تزامناً مع اليوم العالمي للمتاحف 2019م، وإدراكاً منها بأهمية دور المتاحف بوصفها مؤسسات ثقافية وتربوية وتعليمية تؤدي دورها تجاه المجتمع. زوار يشاهدون بعض المقتنيات