أطلقت الإعلامية خديجة الوعل في شهر رمضان الحالي مبادرة نوعية بالتعاون مع فرع وزارة الإعلام بالمنطقة الشرقية، وكان موضوع المبادرة هي "التسامح في الإعلام" والتي تهدف إلى تحقيق جودة الحياة في الإعلام وفق رؤية 2030 ومحاربة العنصرية والغضب والتنمر والحد من دخلاء الإعلام وإعادة الهيبة للإعلام، وقد حضر عدد كبير من الإعلاميين والمثقفين والمهتمين في المنطقة وقت إطلاق المبادرة في المكتبة العامة بمدينة الخبر - المنطقة الشرقية. إن انتشرت ظواهر التنمر والغضب والعنصرية بكافة أشكالها في مواقع التواصل الاجتماعي هو من الأسباب الأساسية في إطلاق هذه المبادرة، وتعتبر مواقع التواصل الاجتماعي هي المصدر الأول للمعلومة والخبر وتشكل المساحة الكبرى من إطلاع واهتمام السعوديين، والتي يختفي وراءها كثير من المتخفين بالأسماء الوهمية. وانتشرت معها ظواهر غريبة على المجتمع السعودي، وكثر الشد والجذب في قضايا أغلبها تثار من معرفات خارجية هدفها زعزعة الوحدة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد، هذا المجتمع الذي عرف بالتسامح ونبذ العنصرية والتعصب البغيض. يجمع كل المتابعين للأوساط الإعلامية إن الإعلام أصبح مهنة من لا مهنة له.. وكثر الدخلاء الذين يعتقدون أنهم يمارسون مهنة الإعلام وخلف هذه المهنة اختلط الحابل بالنابل فلم يعد يعرف من هو الإعلامي ومن هو الإعلاني والمسوق.. حتى إن لقب إعلامي بدأ يطلق على ممارسي مهن مختلفة يقومون باستخدام أدوات الإعلام الجديد فأصبحت الفاشنستا وخبيرة المكياج والموضة والعقاري وغيرهم إعلاميين بعرف عدد المتابعين الأكثر وليس بعرف ممارسة المهنة بالشكل المهني الحرفي الصحيح.. وضاعت القضايا الكبرى أمام موجة مدعي المعرفة بكل القضايا وغاب عن المشهد الإعلامي الحقيقي المسلح بالعلم والمعرفة والشهادات الأكاديمية والخبرة العملية والتدريبية أمام كل هؤلاء. عودة إلى مبادرة "التسامح في الإعلام" التي حفلت بنقاش وحوار جاد من كل الحضور تطلع فيها الجميع إلى اختفاء هذه الظواهر الدخيلة والشاذة، ودعوا وزارة الإعلام إلى أخذ دور أكبر في تعريف الإعلامي والمنتمي على هذه المهنة حتى يضمن الوطن التركيز على القضايا الأهم ومعالجتها بالطرق الصحيحة والتخلص من الدخلاء على الإعلام وتمسية المهن بأسمائها الحقيقية، كما أن الجميع أكد على أن لا تساهل ولا تسامح لكل من يعتدي على الوطن وقداسته فالوطن خط أحمر بقيادته وشعبه ومكوناته ومقدراته.