عبر السفير الصيني لدى المملكة تشن وي تشينغ عن سروره لتوليه منصب سفير الصين لدى المملكة في المرحلة التاريخية للعلاقات الصينية - السعودية، وخصوصاً أن التعاون بين الصين والمملكة في جميع المجالات قد أصبح سريعاً برعاية فخامة الرئيس شي جين بينغ وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. كما أن ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود زار الصين في فبراير من هذا العام مرة أخرى، وكانت زيارة موفقة مما يبشر بمستقبل مشرق في التعاون بين البلدين. وأضاف في حفل إفطار أقامه للإعلاميين مساء أمس: منذ وقت ليس ببعيد قد عقدت الدورة الثانية لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي في بكين، وبعثت المملكة وفداً رفيع المستوى لحضور المنتدى، مضيفاً: طبقت المملكة إصلاحات اقتصادية واجتماعية خلال السنوات الماضية وقطعت شوطاً مهماً لتحقيق أهداف رؤية 2030. وطالعت تقرير وكالة الأنباء السعودية بأن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أشار خلال ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء إلى أن مبادرة «الحزام والطريق» للصين تتوافق للغاية مع رؤية 2030 للمملكة. وهو خير دليل على أن التعاون بين الصين والمملكة يتمتع بخصائص الاستراتيجية والتوافق والمنفعة المتبادلة. وزاد: قبل أيام شاهدت في التلفزيون الدوري النهائي لكأس خادم الحرمين الشريفين حتى أصبحت هاوياً لفريق التعاون، شاركتهم سرورهم بالفوز في البطولة، وأدعم من أعماق القلب شعار «لن تسير لوحدك يا التعاون». إن الصين والمملكة تربطهما الشراكة الاستراتيجية الشاملة ونحن الدولتين لن نسير لوحدنا، وسنحقق الكسب للكل من خلال التعاون وسنترجم بالفعل مبدأ «الحزام والطريق» المتمثل في المناقشة المشتركة والبناء المشترك والاستفادة المشتركة. وقال السيد تشينغ: سرعان ما وصلت إلى الرياض أقضي رمضان الكريم مع الأصدقاء السعوديين، الأمر الذي يسعدني كثيراً. إن رمضان شهر مبارك وعظيم في الإسلام، فقد نزل القرآن الكريم في هذا الشهر، وفيه يستعيد المسلمون من أنحاء العالم المبادئ الأساسية الحقيقية للإسلام. وأضاف السفير الصيني: لقد ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان كلمة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، قال فيها: «وظَلَّتْ بلادُنا وما تَزالُ تَدعُو إلى الحفاظِ على الصورةِ الوضاءَةِ التي يَتَحلَّى بها هذا الدِّينُ الحنيفُ منْ تسامحٍ واعتدالٍ ووسطية. وبعدَما ابتُلِيَ العالَمُ بآفَتَي التطرُّفِ والإرهابِ انبرَتْ المملكةُ متصديةً لهما بكلِّ قُوةٍ وعَزمٍ، داعيةً إلى الحوارِ والبُعدِ عن العُنفِ، وتجفيفِ منابعِ الإرهابِ واستئصالِه من جُذُورِهِ». أرى أن السلام والرحمة من ضمن المعنى الحقيقي للإسلام، وخدمة تنمية الوطن مسؤولية لجميع المسلمين. في الفترة الحالية، يشكل الإرهاب والتطرف تهديداً خطيراً لسلام وأمن العالم، ويقوم البعض بترجمة خاطئة لمعنى الإسلام القويم، مما يؤدي إلى التحريض وإثارة الفتنة الانفصالية القومية وإشاعة العنف. نعتقد أنه لا توجد دولة ليست لها صلة بالحرب ضد الإرهاب، ونعارض المقياس المزدوج في قضية مكافحة الإرهاب. وأكد السفير الصيني أن الصين صديقة خالصة للدول العربية والإسلامية، حيث أصدر مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في ختام أعمال الدورة ال46 له تقريراً أشاد بجهود الحكومة الصينية لرعاية المسلمين الصينيين، وأشار إلى الاستعداد لتعزيز التعاون مع الصين. نشكر ونشيد بالدور المهم للمملكة في العالم العربي والدول الإسلامية، ونشكر المملكة على جهودها لدفع العلاقات الودية بين الصين والدول العربية والإسلامية. مؤكداً: يسعدني أن أتعرف عليكم، وينبغي أن تكون وسائل الإعلام نافذة لتعزيز التعارف بين شعبي البلدين، ولتعزيز الصداقة بينهما. للسفارة الصينية مسؤولية في تعريف الشعب الصيني بمملكة صديقة من كل جوانبها، وأرجو منكم تعريف الشعب السعودي بأن الصين مفتوحة ومتطورة وصديقة. وختم كلمته قائلاً: تصدف السنة الحالية الذكرى السبعين لتأسيس الصين الجديدة، وسنستقبل الذكرى الثلاثين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين والمملكة في السنة القادمة، وستستضيف المملكة قمة مجموعة العشرين. إني على استعداد تام لتضافر الجهود معكم لنلعب دوراً إيجابياً لدفع التطوير المستدام للعلاقات الصينية - السعودية، ونرفع صوتاً منسجماً لتعزيز الصداقة التقليدية بين الشعبين.