منذ أربعة عقود والساسة الإيرانيون يحاربون المملكة العربية بمحاولات يائسة لضرب الاقتصاد السعودي، وما تبنّي الميليشيات الحوثية "الذراع العسكري الإيراني" لضرب خطوط النفط داخل الأراضي السعودية إلا أحد تلك المحاولات الفاشلة. وأكد محللون استراتيجيون وخبراء اقتصاد، أن استهداف محطتي ضخ أنابيب من حقول النفط بالشرقية إلى ينبع لا يستهدف منشآت حيوية بالمملكة فقط وإنما يستهدف تعطيل إمدادات الطاقة على المستوى العالمي، مشيرين إلى قدرة المملكة على تجاوز مثل هذه الأعمال الإرهابية التي تستهدف الصناعة النفطية، لافتين إلى أن المملكة لديها العديد من البدائل لاستمرارية تزويد الأسواق العالمية بالطاقة. وقال اللواء م.مستور الأحمري، خبير استراتيجي: إن استهداف محطتي الضخ للنفط بعفيف والدوادمي وإعلان ميليشيات الحوثي مسؤوليتها عن الحادث الإرهابي، يندرج تحت التصريح الإيراني بأنهم سيستهدفون النفط بدول الخليج في حال منعهم من تصدير نفطهم. وأضاف أن ذلك دليل على تزويد إيران لميليشيات الحوثي بتقنيات يتمكنون من خلالها إحدات تأثير في المنشآت النفطية ولو أن التأثير كان محدودا وتم إصلاح الخلل في حينه كما أعلنت شركة أرامكو. وبين أن حادث تفجير ميناء الفجيرة لازال هناك تحقيق في ذلك وقد أشارت أصابع الاتهام أيضا لإيران لعدم إعلان جهة معينة عن ذلك، ولكن هجوم عفيف والدوادمي تم تبنيه من قبل الميليشيات الحوثية، وذلك في تناغم مع التصريحات الإيرانية التي تهدد بمنع تصدير النفط، ويتضح هنا مدى مسؤولية المجتمع الدولي عن ما تشكله هذه المليشيات من خطورة على المملكة والإقليم من تنفيذ للمخططات والسياسات الإيرانية الرامية إلى الحد من تدفق إمدادات النفط للعالم. ونبه الخبير الاستراتيجي إذا لم يتخذ المجتمع الدولي موقفا حازما من هذه المليشيات فربما ترتكب ما هو أخطر من هذه العمليات، وإلى الان لم تدرك إيران أن الحشد العسكري الأميركي متأهب لمنع وتحجيم الأعمال التي تقوم بها إيران في المنطقة عبر أذرعها، والتي تأتمر بأمر حكومة الملالي. ومن جانبه أوضح رئيس غرفة الشرقية السابق عبدالرحمن العطيشان، أن العمل الإرهابي لخط الأنابيب الناقل للنفط من الشرقية إلى ينبع مرفوض، مشيرا إلى أن ضرب الصناعة النفطية يؤثر على الاقتصاد العالمي، لا سيما وأن المملكة من أكبر منتجي النفط عالميا، لافتا إلى الاقتصاد العالمي المتضرر الأكبر من وراء محاولة تعطيل إمدادات النفط، معتبرا عملية الاستهداف الأخير استكمالا للعمل التخريبي الذي طال ناقلتي نفط في ميناء الفجيرة يوم الأحد الماضي. وذكر العطيشان، أن المواطن على المستوى العالمي المتضرر الأول والأخير، خصوصا وأن تعطل إمدادات الطاقة سينعكس على زيادة أسعار النفط، مما يسهم بزيادة الكثير من السلع المرتبطة بالطاقة، مبينا، أن النفط بات العصب الأول للاقتصاد العالمي. فيما أوضح الخبير الاقتصادي ناصر القرعاوي، أن العمل الارهابي الذي استهدف خط انابيب النقل من الشرقية الى ينبع يستهدف إمدادات الطاقة، مشيرا إلى ان الحالة الاقتصادية الصعبة لإيران بعد فرض العقوبات الاقتصادية عليها من الولاياتالمتحدة اتجهت للإيذاء ومحاولة خلط أوراق المنطقة من خلال الأعمال التخريبية في ميناء الفجيرة والعمل الإرهابي لأنابيب النفط في الدوادمي الناقل للبترول من الشرق للبحر الأحمر. ولفت إلى أن التجاوز للخط الأحمر لضرب المصالح السعودية في الداخل والخارج أمر مرفوض تماما، مؤكدا، لن تسكت على الاعتداء ما يهدد مصالحها الاقتصادية عبر ضرب الصناعة النفطية، مضيفا، ان استهداف النفط لا تقتصر تأثيراته الاقتصادية محليا ولكن التأثيرات تشمل العالم، لافتا الى ان الرد على استهداف ضخ انابيب النفط سيكون اقليميا وعالميا. واكد القرعاوي، ان خط انابيب النفط الممتد من الشرقية الى ينبع يمثل جزءا رئيسيا لتصدير البترول للاسواق العالمية، لافتا الى ان المملكة حريصة على استمرارية إمدادات الطاقة للاسواق الخارجية، مضيفا، ان الصناعة النفطية الوطنية تحت أيدٍ أمينة ورقابة مشددة، يقود لاستمرار الإمدادات النفطية عالميا، مطالبا المجتمع الدولي بالتدخل لحماية إمدادات الطاقة. وأوضح رئيس اللجنة اللوجستية بندر الجابري أن المملكة لديها الإمكانيات والقدرات اللازمة لاستمرار إمدادات العالم بالطاقة، لافتا إلى أن العمل الإرهابي لأنابيب النفط في الدوادمي لن يؤثر على عمليات الضخ بالشكل المعتاد، مؤكدا، أن أرامكو السعودية تمتلك الخطط البديلة للحيلولة دون تعطيل تلبية الاسواق العالمي بالبترول، متمنياً اتخاذ الإجراءات الرادعة للجهات المنفذة للعمل الإرهابي، لافتا إلى أن المملكة تمتلك القدرة على التعامل الحكيم مع مثل هذه الأزمات الطارئة بطريقة عقلانية. عبدالرحمن العطيشان بندر الجابري اللواء م. مستور الأحمري