مأساة مؤرقة للجميع ومنظر معتاد نراه عند كل إشارة وعند كل محل ورصيف ومنزل هي ظاهرة في تزايد يزحفون في الشوارع وعند الإشارات وعند أبواب المنازل والمحلات كالجراد. عمال نظافة تبدو وجوههم كالملاك يرمقون الناس باعين حاسرة حائرة وقلوب منكسرة يتسولون باحتراف ويبكون حالهم لا يعرفون طقوس الحياء والخجل مضايقين الناس ومزعجين وملتهين عن أداء مهامهم وواجباتهم وقد استعذبوا تلك العادة السيئة ولربما لبس أحدهم لبس عامل نظافة وهو لا ينتمي إلى عمال النظافة رغبة باستجداء الناس ليعطونه من أعطياتهم الجزلة ورغم ذلك الناس يمدون يد العون إليهم ونحن نشكو مرارة الخطب، من المسؤول عن تزايد تلك الظاهرة؟ ما الذي جعل هؤلاء يتسولون؟ بطريقة فيها تطفل وإطالة النظر للمارة وللسيارة وإزعاج لأصحاب المحلات بالطواف عليهم وسؤالهم فإن أعطوهم رضوا وإن منعوهم تركوا الأوساخ أمام محلاتهم حسب ما ذكر لي أحد الأصدقاء. وما كان يجري يفوق التصور فما يلبث الواحد منا يقف بسيارته عند الإشارة إلا وإذ بعامل النظافة يتربص به ويتفاجأ بمنظره عند باب السيارة وما تلبث تقف في الطابور عند الصراف الآلي إلا وتتفاجأ بعامل نظافة يقف إلى جانبك وعندما تدخل مطعما تجد عامل النظافة يقف عند باب المطعم ليقتات من جيوب الآخرين وذلك فيه إحراج وإزعاج فلربما وقعت عينه على من يأكل الطعام فيصيبه بسهامها عجبا أهم عمال نظافة أم متسولون؟! عيونهم ترمقنا كعيون الصقر ونحن ما زلنا نشجعهم وربما بلغت الجرأة عند بعضهم ليستوقفك ويحكي لك عضة الجوع وسوء الحال. إننا نضع هذه الشكوى أمام إدارة النظافة وحماية البيئة بأن تقف موقف حزم لاجتثاث هذه الظاهرة. البعض منهم -ولا نعمم- اعتاد على الكذب والاحتيال لجمع المال حتى ضاق براكبيه المركب وتضايق الناس من المتسولين عموما ولسان حال المتسول يقول وهو يبدو كطائر على شجرة يتغنى بأعذب الألحان ويغري أسماع الناس يمشي إليك على مهل كأنه غزالة رشيقة تمشي بأحلى الوثبات أعجبتك وأضحكتك وجذبتك فمددت يد العون إليها قصدتك. يا أخي وأنت خير المقصد أردت ما في جيبك فأفرغه..! فمن المسؤول عن تسول عمال النظافة وخصوصا أن عقود شركات النظافة مع الأمانات لتولي مهمة جليلة وهي النظافة تبلغ مئات الملايين ولكن باتت الحلقة الأضعف هي عمال النظافة؟