ثمن سفير جمهورية أوزبكستان، المندوب الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي السيد أولو غبيك مقصودوف جهود خادم الحرمين الشريفين النبيلة لخدمة المسلمين عموماً والحجاج والمعتمرين بوجه خاص، ومن ضمنهم الحجاج والمعتمرين من أوزبكستان، مقدر الدعم الكبير من المملكة للمحافظة على التراث الإسلامي في بلاده، مشيداً بدور المملكة في السلام العالمي، ولعبها دوراً مهماً وأساسياً في حل قضايا الشرق الأوسط ومحاربة الإرهاب لما لها من ثقل سياسي عالمي مهم جداً. ونوه مقصودوف برؤية المملكة 2030 التي تشابه إلى حد كبير دستور الإصلاحات في أوزبكستان الذي أقر بعدما تعين الرئيس الجديد حيث تدعو كلتا الرؤيتين لحفظ السلام ومكافحة الإرهاب في العالم وإتاحة الفرص للمرأة بما يتناسب مع دورها. مشيداً بالعلاقات السعودية الأوزبكية، حيث إن السعودية من أولى دول العالم التي اعترفت باستقلال أوزبكستان، مؤكداً حرص بلاده على تطوير العلاقات الثنائية في كافة المجالات، كما نوه بعراقة أوزبكستان التي خرجت كبار علماء المسلمين كالإمام البخاري والترمذي والخوارزمي والزمخشري وغيرهم، مبيناً أن أوزبكستان تعد بديلاً سياحياً بكراً ووجهة مميزة سياحياً وتاريخياً وتقدم تسهيلات كبيرة للعرب وللسعوديين في كافة المجالات. وفيما يلي نص الحوار: دور سعودي رائد في إحلال السلام ومحاربة الإرهاب وحلّ قضايا الشرق الأوسط * لجمهورية أوزبكستان عراقة تاريخية حدثنا باختصار من أين اكتسبتها؟ -تقع جمهورية أوزبكستان في قلب آسيا الوسطى وهي من الجمهوريات التي استقلت عن الاتحاد السوفييتي وتبلغ مساحتها 478 ألف كم2 وتحتل موقعاً استراتيجياً، إذ تلتف حولها كل دول آسيا الوسطى مثل: تركمانستان وطاجكستان وقرقيزيا وكازاخستان، ويمر فيها نهرا سيحون وجيحون، وتتحكم ببحر آرال مع كازاخستان، وبهذا المعنى فهي تملك موقعاً استراتيجياً في هذه المنطقة. يصل عدد سكانها 30 مليون نسمة، ويبلغ عدد المساجد فيها 2500 مسجد، وتتميز أوزبكستان بتنوع عرقي وثقافي مدهش أثرى حضاراتها العريقة التي سادت لقرون فوق أراضيها. والشعب الأوزبكي مشهور بتدينه ومحافظته ودماثة خلقه وكرمه وترحيبه بالغريب منذ القدم. وتزخر بعراقتها التي استمدتها بتخريجها العديد من العلماء المسلمين كالبيروني والخوارزمي والإمام الزمخشري وإمام الحديث البخاري رضي الله عنه والإمام الترمذي. كما أن أوزبكستان تعد واحدة من الوجهات السياحية المميزة بما لها من تاريخ زاخر بالعلوم والمعارف إلى جانبِ امتلاكها طبيعة خلابة. ولا شك أن أوزبكستان ومدنها لها بصمة في التاريخ الإسلامي مثل سمرقند وبخارى وخوارزم وطشقند، هذه المناطق تجتذب الكثير من السياح لمشاهدة الآثار القديمة والتاريخية والمعالم السياحية هناك. * متى بدأت العلاقة بين المملكة وأوزبكستان وكيف تطورت؟ -العلاقة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية أوزبكستان راسخة وقويت بعد استقلالها مباشرة، وتعد السعودية من أولى دول العالم التي اعترفت باستقلال جمهورية أوزبكستان بتاريخ 30 ديسمبر 1991م، ووقعت معها على مذكرة تفاهم لتبادل العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بتاريخ 20 فبراير 1992م وذلك أثناء زيارة وزير خارجية المملكة العربية السعودية الراحل صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - لأوزبكستان. وحرصت أوزبكستان على تطوير العلاقات الثنائية مع المملكة، في كافة المجالات. وسبق أن قام الرئيس الأوزبكي في أبريل 1992م بزيارة المملكة، وفي نوفمبر 1992م وقامت أوزبكستان بافتتاح القنصلية العامة في مدينة جدة، ثم في مايو 1995م تم افتتاح سفارة جمهورية أوزبكستان بالرياض، وفي مارس 1997م تم افتتاح سفارة المملكة العربية السعودية في العاصمة طشقند. ومنذ بداية العلاقات السعودية الأوزبكية أولى الجانبان اهتماماً خاصاً بتطوير التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري حيث وقعت المملكة العربية السعودية وجمهورية أوزبكستان عدة اتفاقيات من أبرزها اتفاقية إطار التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتكنولوجية والثقافية والشباب والرياضة. إن العلاقات بين البلدين شهدت في السنوات الماضية تطوراً ملحوظاً في شتى المجالات، وهناك تعاون كبير بين البلدين في إطار الأممالمتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وسبق أن شارك وفد أوزبكي رفيع المستوى في المؤتمر الدولي لمحاربة الإرهاب الذي أقيم في الرياض عام 2005م، كما زار المملكة دولة رئيس الوزراء في إطار قمة مكةالمكرمة الطارئة التي انعقدت عام 2005م. كما تتطور العلاقات بين البلدين وفي المجالات البرلمانية. في ديسمبر عام 2005م. قام معالي رئيس مجلس الشورى بزيارة رسمية إلى أوزبكستان. والآن العلاقات بين البلدين تشهد أيضاً تطوراً ملحوظاً في شتى المجالات، ونتج عنها الكثير من الفرص بين البلدين. وهنا يطيب لي أن أعلن عن الكثير من الفرص الاستثمارية للعرب وللسعوديين خصوصاً، وقد تم مؤخراً تسيير رحلات يومية مباشرة بين جدة وطشقند. كما أود أن أنبه لنقطة مهمة وهي أن البلدين لديهما توافق في الكثير من الرؤى ف "رؤية المملكة 2030 " التي سيكون لها أثر كبير في تطور المملكة، لدينا رؤية مشابهة لها وهي "دستور الإصلاحات" الذي تم إقراره عام 2017 بعدما تعين الرئيس الجديد تمتد إلى 2021 لخمس سنوات مقبلة ولو نظرنا لمحتويات البرنامجين لوجدناهما تتوافق في كثير من الرؤى، وأود أن أقول أن حكومتنا ترحب وتدعم وبشكل كامل لرؤية المملكة 2030 لما تنص عليه من إيجابيات ليس محلية فقط بل وعالمية ومنها العمل على حفظ الأمن والسلام ومكافحة الإرهاب في العالم وإتاحة الفرص للمرأة بما يتناسب مع دورها، والعمل على تطوير الاستثمارات الداخلية والخارجية. * ما أبرز المجالات التي تركز عليها العلاقات بين البلدين؟ * يشهد التعاون الاقتصادي والاستثماري والسياحي بين البلدين توسعاً كبيراً من خلال التبادل التجاري واستقطاب رؤوس الأموال السعودية في مختلف المجالات، كذلك التعاون العلمي والثقافي والتقني والاجتماعي. وتعمل 10 مؤسسات مشتركة تأسست بمساهمة رأسمال سعودي في بلادنا، وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 44 مليون دولار أميركي خلال عام 2018. وقد قام وفد سعودي بزيارة أوزبكستان في 3 أبريل الماضي، وتم عقد حوار الأعمال بين دوائر الأعمال الأوزبكي والسعودي، وقد أشار الدكتور سعود بن عبدالعزيز المشاري الأمين العام لمجلس الغرف بالمملكة العربية السعودية إلى أن حجم التبادل التجاري والعلاقات الاقتصادية أقل من قدرات البلدين. مبيناً أن رجال الأعمال السعوديين يرغبون في تنفيذ المشروعات المشتركة مع زملائهم الأوزبك في مجالات التجارة والاقتصاد والاستثمار والمنسوجات والسياحة. وهذه العلاقات التجارية امتداد لتعاون اقتصادي وتجاري منذ الأزل، فقد سبق وقام وفد من وزارة المالية السعودية بزيارة أوزبكستان في مارس 2006م، وقام حينها وزير المالية السعودي رئيس مجلس إدارة الصندوق السعودي للتنمية بزيارتين لأوزبكستان في يونيو 2009م ومايو 2013م، كما قام وفد من غرفة التجارة والصناعة بمدينة جدة بزيارة أوزبكستان وأثناء الزيارة أقيم منتدى الأعمال الأوزبكي السعودي في طشقند، وفي 1997م أسست مجموعة من رجال الأعمال السعوديين "شركة دولية للاستثمارات في دول آسيا الوسطى"، وتعمل في أوزبكستان العديد من الشركات برأسمال سعودي، تزاول العديد من النشاطات الاستثمارية برأسمال سعودي 100 %، ومع ذلك فإن حجم التبادل التجاري بين أوزبكستان والمملكة لا يتوافق مع إمكانات البلدين. * كيف ترون التعاون بين البلدين وجهود المملكة في حفظ التراث الإسلامي في أوزبكستان وحفظ السلام العالمي؟ -ترى جمهورية أوزبكستان أن المملكة العربية السعودية تلعب دوراً مهماً وأساسياً في حل قضايا الشرق الأوسط لما لها من ثقل سياسي عالمي مهم جداً، ونقدر جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز النبيلة لخدمة الإسلام والمسلمين والحجاج والمعتمرين ومن ضمنهم الحجاج والمعتمرين من أوزبكستان، فقد كان عدد حجاجنا عام 2016م 5200 حاج والآن وصل عددهم إلى 7200 حاج والمعتمرين كان يسمح لهم بشهرين في السنة أما الآن فعلى مدار العام. كما نقدر الدعم الكبير من المملكة للمحافظة على التراث الإسلامي في بلادنا، وللعلم فإنها تربطنا علاقات وثيقة مع المراكز العلمية السعودية، كما أن المملكة أبدت استعداداتها لدعم حفظ المخطوطات الأوزبكية وترميمها ونرحب بهذا الاهتمام الذي يسهم باكتشاف أهميتها العلمية للإسلام والمسلمين، وبالمناسبة أود أن أشيد بمشاركة وفد أوزبكي في المؤتمر الأول للاستعراب الآسيوي الذي يسهم في دعم جهود المستعربين وجمع الجهود المبعثرة في رفوف المكتبات وقاعات الدرس انطلاقاً من اهتمام عميق باستقطاب عشاق العربية ودارسيها من أنحاء العالم، عقب الإهمال الذي طال حقل الاستعراب الآسيوي، وهذا المؤتمر يعزز علاقات المملكة بدول آسيا، على صعد متعددة، بما فيها الجانب الثقافي والحضاري والمعرفي، وقد كانت مشاركتنا فيه مهمة، وهناك دراسة لإقامة المؤتمر الثاني في أوزبكستان، ونأمل أن يتوافق مع افتتاح مركز الحضارة الإسلامية في أوزبكستان، ومركز الإمام البخاري للدراسات العلمية. ونفخر بالتعاون السعودي الأوزبكي الذي يهدف لتشجيع التبادل بين البلدين في شتى المجالات، ولا شك أن هذا التعاون يعمل على تقوية العلاقات والمصالح المشتركة بين البلدين، ويدفع المستثمرين وأصحاب الأعمال السعوديين إلى التعرف على شتى الفرص الاستثمارية في أوزبكستان، وتحقيق شراكات ناجحة، ونعمل على توفير تسهيلات للمستثمرين ورؤوس الأموال للدخول في السوق وطرح استثماراتهم، وتسهيل الإجراءات المتعلقة بإصدار تأشيرات الدخول إلى أوزبكستان بالنسبة لمواطني المملكة. * ما الفرص التي تقدمونها للسياح وجذب الاستثمارات وما أهمية المنتدى السياحي الذي عقدتموه مؤخراً؟ * تولي أوزبكستان اهتماماً بالغاً بجذب الاستثمارات الأجنبية نظراً لدورها المهم في تطوير اقتصاد البلاد وتنويعه، وبعد نيل أوزبكستان استقلالها تم في البلاد توفير المناخ الاستثماري الملائم وذلك من خلال إقرار القوانين التي تتيح التسهيلات والامتيازات والضمانات لحماية حقوق ومصالح المستثمرين الأجانب. وقد حققت أوزبكستان زيادة بنسبة تصل إلى 100 % في السياح والزوار من مختلف دول العام، يشكل منها السعوديون والخليجيون نسبة جيدة، وذلك بسبب اتخاذنا لعدد من الإجراءات التي سهلت السفر إلينا، ومن أهمها إطلاق نظام التأشيرة الإلكترونية والتي تمنح للسياح في ثلاثة أيام، كما عملنا على تسهيل إجراءات المواطنين والمقيمين في السعودية إلى أوزبكستان، وتم تطبيق نظام "التأشيرة الذهبية" للمستثمرين الأجانب لمدة عشر سنوات وإعفاءات من الضرائب. وهنا أنوه بموافقة مجلس وزراء المملكة العربية السعودية على مشروع الاتفاقية في مجال السياحة بين جمهورية أوزبكستان والمملكة العربية السعودية، وهذه الاتفاقية تدعم السياحة بين بلدينا وسيجد السائح السعودي في أوزبكستان المتعة في التنقل بين مدنها الخلابة والتمتع بمعالمها الأثرية والتسوق في بازاراتها المختلفة، والاطلاع على الفنون اليدوية والمهارات التقليدية والصناعات المحلية التي توارثها الأبناء عن أسلافهم، والتعرف على هذا البلد الحضاري والثقافي الغني بالآثار والمواقع السياحية والتاريخية. ولا شك أن أوزبكستان تعد بديلاً سياحياً بكراً ووجهة مميزة سياحياً وتاريخياً وتقدم تسهيلات كبيرة للعرب وللسعوديين في كافة المجالات. وعن سؤالك عن أهمية المنتدى السياحي الأول الذي عقد في طشقند مؤخراً فأقول لك إن أهميته تكمن في توسيع التعاون الدولي في مجال التنمية السياحية، وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة (FDI)، وتعزيز فرص الاستثمار السياحي في أوزبكستان بمشاركة رجال الأعمال والشركات السياحية من العالم. أوزبكستان بديل سياحي بكر سفير أوزبكستان يتحدث للزميل راشد السكران