أظهرت نتائج استطلاع للرأي شارك به 1500 شخص حول استعدادات السعوديين المالية لمواسم رمضان والأعياد بأن استعدادات 61 % منهم سيئة ولا يوجد لديهم خطط مالية لمواجهة المتطلبات المتزايدة لهذه المواسم. بينما ذكر 28 % بأن لديهم خططاً ماليةً واكتفى البقية بالقول بأنهم يبحثون عن حلول. هذه النتيجة متوقعة ولا تمثل مفاجأة فمستوى الوعي والنضج المالي ضعيف في مجتمعنا ويسبب حاله من الإسراف الاستهلاكي والفوضى المالية التي ترفع فاتورة استهلاك الأسرة من 30 % إلى 50 % في شهر رمضان فقط مقارنةً بمعدل الاستهلاك في باقي الشهور. يعزز ذلك ويؤيده نتائج المسح الذي قامت به هيئة الإحصاء والذي أعلنت نتائجه قبل أيام وفيها أن متوسط الإنفاق الاستهلاكي الشهري للأسرة السعودية يبلغ 14584 ريالاً سعودياً وهو ما يبين نمط إنفاق مرتفع في المجتمع السعودي. فمن المسؤول عن ذلك هل هم الرجال وعدم قدرتهم على ضبط ميزانية مدفوعات الأسرة أم النساء في التركيز على ما تريده الأسرة أكثر من التركيز على ما تحتاجه أم المسؤولية مشتركة؟ يعتقد 39 % بأن الرجال هم المسؤولون عن هذا السلوك الاستهلاكي غير الصحي بينما يعتقد 61 % بأن النساء هن المسؤولات عن السلوك الاستهلاكي بحكم مسؤولياتهن الأسرية وأعتقد شخصياً أن المسؤولية مشتركة عن هذا السلوك غير المنظم الذي يراعي المظاهر ويتجاهل أهمية التخطيط المالي لمواجهة الأزمات والمواسم التي تزيد فيها المتطلبات وهو ما أنشأ ثقافة أسرية واجتماعية تشتري كل ما تشتهي وهو ما يجب أن نقضي عليه لأنه تهديد لمستقبل الأجيال وهدر للثروة الوطنية ولميزانية الأسرة على حساب جوانب أساسية أخرى. ومن أهم الحلول لهذا التحدي المالي لميزانية الأسرة ما يلي: أولاً: وضع ميزانية شهرية (مكتوبة) لمتطلبات الأسرة والالتزام بها في جميع أشهر السنة بما فيها رمضان حيث يمكن تغيير أصناف المأكولات في رمضان دون تغيير في الكميات. ثانياً: من المهم إعداد قائمة مكتوبة للمشتريات ومراجعتها قبل التسوق للتأكد من عدم وجود كماليات غير مهمة والالتزام بالقائمة عند الشراء. ثالثاً: لا تتسوق وأنت صائم أو جائع لأنك ستجد نفسك تشتري ما لا تحتاجه. رابعاً: التسوق بشكل أسبوعي بدل الشهري يساعد بشكل كبير في السيطرة على المصروفات. خامساً: عدم الاعتماد على البقالة في المشتريات واختيار السوبرماركت المناسب من ناحية السعر، له دور أساس في تقليل الهدر المالي. سادساً: عدم السماح باستثناءات الصرف إلا في حدود ضيقة جداً وإذا كانت الاستثناءات متكررة فيمكن تخصيص بند خاص لهذا الغرض. سابعاً: احذر إغراءات إعلانات وتخفيضات التجار فهي تدفع المستهلك غير الواعي للشراء أكثر من حاجته والإنفاق أكثر من ميزانيته .