هناك حقيقة تشير إلى أن استهلاك المشروبات المحلاة بالسكر أمر سيء لصحتك، والدراسات تكشف مدى سوء هذه المشروبات على صحة الأطفال والبالغين، مما يعني ضرورة أن تكون هناك جهود كبيرة للتصدي لهذه الظاهرة، وما ينتج عنها من آثار سلبية على صحة الفرد وسلامة المجتمع. وتشير كافة الإحصائيات على التصدي لهذا الوباء المتصاعد، إذ تتزايد الأرقام بشكل متسارع في جميع البلدان تقريبا، بما فيها البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل. يستهلك علاج أمراض الأسنان نسبة تتراوح بين 5 % و10 % من ميزانيات الصحة. وتعتبر الأمراض غير السارية هي الأسباب الرئيسة للوفاة حيث بلغت الوفيات 38 مليونا، 68 % من مجموع الوفيات بالعالم التي بلغت 56 مليونا عام 2012، كما أن أكثر من 40 % من هذه الوفيات 16 مليونا كانت قبل 70 سنة. حيث تضاعف معدل انتشار زيادة الوزن والسمنة لدى البالغين في الفترة ما بين 1980 -2008، على الصعيد العالمي يموت 2.8 مليون شخص سنويا (5 % من الوفيات العالمية) نتيجة لزيادة الوزن أو السمنة الذي قد يسببها تناول هذه المشروبات. إن المشروبات المحلاة بالسكر تعتبر تهديدا صحيا خطيرا على الأطفال، فهي من اللذائذ التي تجذبهم لكنها تفتك بصحتهم في وقت مبكر، كما أن قيمتها الغذائية ضئيلة جدًا، وتسبب لهم العديد من المشاكل الصحية مثل: "السمنة وتسوس الأسنان والإصابة بالسكري من النوع الثاني وفرط الحركة"، والتي تنتج عنها أمراض أكثر خطورة مع الوقت. وتوصي منظمة الصحة العالمية إلى تقليل كميات السكر بالنسبة للأطفال والمراهقين إلى أقل من 10 % من إجمالي استهلاك الطاقة مدى الحياة. كما أن تسوس الأسنان من الأمور المقلقة والمؤلمة، وقد تكون آثارها تراكمية من مرحلة الطفولة وحتى مرحلة البلوغ. وتعتبر السمنة من مشكلات العصر الصحية، وهي ليست ناتجة عن استهلاك السكريات والحلويات فقط، وإنما بسبب استهلاك الطاقة بشكل عام وقلة الحركة. ومن مضار المشروبات المحلاة بالسكر يسبب مشاكل بالعظام، نظرًا لأنه يحتوي على مستويات عالية من الفوسفات، وهو أمر يتعارض مع بناء عظام قوية في الطفولة. تعمل وزارة الصحة على رفع مستوى الوعي الصحي، وتبذل جهود مضاعفة لمكافحة العادات الصحية الخاطئة خصوصًا لدى المجتمع والأطفال خاصة، وذلك من خلال تقديم العديد من الرسائل التوعوية المتخصصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والحملات التوعوية الميدانية، تحت شعار: "التوعية بأضرارها". وتتفق أغلب الدراسات على الرأي القائل بأن خفض استهلاك المشروبات المحلاة بالسكر سيعمل على الحد من انتشار السمنة والأمراض المرتبطة بها، إلا أن التّسويق المكثف للمشروبات المحلاة بالسكر أسهم في خلق البيئة المسببة للسمنة وما يتبعها من أمراض متعددة، لذا تزداد مطالب المجموعات الطبية إلى وضع عقوبات على الإعلانات عن هذه المشروبات وفرض شروط صارمة وزيادة الضرائب عليها للحد من شرائها.