ينتشر بين الناس أنّ الثوم هو الطعام الوحيد الذي يمكن أن يسبب روائح غير مرغوبة بسبب مركب الأليسين والذي يخرج عند هرس الثوم أو تقطيعه، لكن هناك أطعمة عديدة قد تفوقه في ذلك. تتفاعل الخضروات الصليبية الغنية بالألياف في القولون مسببة غازات وروائح غير مرغوبة ناتجة عن تحول البروكلي، والقرنبيط، والملفوف، واللفت، إلى كبريتيد الهيدروجين، التي تنتج عنه رائحة تشبه البيض الفاسد، ورغم الفوائد الجمة لهذه الخضار على الجسم، إلاّ أنّه ينصح بتناولها بكميات بسيطة تدريجياً. كما تُنتِج الحلبة رائحة شبيهة بشراب القيقب، ويعود ذلك إلى مركب السوتولون الذي يمرّ عبر الجسم دون أن يتغيّر، ويُطرَح خارجه مع العرق والبول، ويؤدي تناول الهليون إلى ظهور رائحة في البول كرائحة الملفوف الفاسد، وذلك بسبب احتوائه على مركبات الكبريت، ولكن ذلك لا يكون مع جميع البشر، فهناك أناس لا تظهر معهم هذه الرائحة، وآخرون لا يشمونها أصلاً، إذ يُعتقد أنّ هناك اختلافاً في جينات الإنزيمات القادرة على إنتاج مستقلبات الكبريت، أما بالنسبة للأشخاص الذين لا يستطيعون شمّ الرائحة فيُعتقد أنّ السبب في ذلك يعود لوجود تباين وراثي في الجينات الشميّة، ولا تعدّ هذه الحالات مرضية. ولا شك أن الحلبة لها العديد من الفوائد الصحيّة، إذ إنّها تساعد على خفض مستويات السكر والدهون في الدم، كما تُستَخدم بذورها وأوراقها في الطهي وصناعة الأدوية.