أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي، أن أعظم الفتن هي فتنة المسيح الدجال، وما أدراكم ما المسيح الدجال؟، قال صلى الله عليه وسلم: «ما كانت ولا تكون فتنة حتى تقوم الساعة أعظم من فتنة الدجال، وما من نبي إلاّ وحذر قومه الدجال». وقال :إليكم - عباد الله - عرضاً مجملاً لأهم ما تضمنته الأحاديث الصحيحة الواردة في شأن الدجال: إنه شاب من بني آدم أحمر، قصير، أفحج - وهو الذي إذا مشى باعد بين رجليه - جعدُ الرأس، أجلى الجبهة، عريضُ النحر، ممسوح العين اليمنى، كأنها عنبة طافية، وعينه اليسرى عليها ظَفَرةٌ غليظة - أي لحمة تنبت في مقدمة العين -، ومكتوب بين عينيه «كافر» يقرؤه كل مسلم كاتبٍ أو غير كاتب، وهو عقيم لا يولد له، ويخرج الدجال من جهة المشرق من خراسان من غضبة يغضبها، ويتبعه سبعون ألفًا من يهود أصبهان عليهم التيجان، يفر الناس منه إلى الجبال، ويسير في الأرض، فلا يترك بلدًا إلا دخله، إلاّ مكة والمدينة، فقد حرم الله عليه دخولهما؛ لأن الملائكة تحرسهما. وأبان إمام وخطيب المسجد الحرام أن النبي صلى الله عليه وسلم أرشد أمته إلى ما ينجيها منه ويعصمها من شره، ومن ذلك: أولًا: الثبات على الدين، والتمسك بالكتاب والسنة، ومعرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العلى التي لا يشاركه فيها أحد، فيعلم أن الدجال بشر يأكل ويشرب، وأن الله تعالى منزه عن ذلك، ثانيًا: التعوذ من فتنة الدجال، وخاصةً في الصلاة، قال صلى الله عليه وسلم: «إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع، يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال»، ثالثًا: معرفة الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم التي بين فيها صفاتِ الدجال، وزمنَ خروجه، ومكانَه، وطريقَ النجاة منه، رابعًا: حفظ آيات من سورة الكهف، لقوله صلى الله عليه وسلم: «من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصم من الدجال»، فإذا قرئت هذه الآيات على الدجال كانت عصمةً من فتنته، خامساً: الزهد في الدنيا وفضول المباحات وتحذير الناس من الاغترار بها فإن أعظم ما يفتن به الدجال الناسَ الدنيا فيعطيهم ما يريدونه من متاعها الزائل مقابل أن يشهدوا أنه ربُّهم، سادساً: مخالفة أمر الدجال والفرار منه؛ فعلى من لقيه أن يخالفَه ويعصيَه ولا ينخدعَ به، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأنَا أَعْلَمُ بِمَا مَعَ الدَّجَّالِ مِنْهُ: مَعَهُ نَهْرَانِ يَجْرِيَانِ أَحَدُهُمَا رَأْيَ الْعَيْنِ مَاءٌ أَبْيَضُ وَالآخَرُ رَأْيَ الْعَيْنِ نَارٌ تَأَجَّجُ، فَإِمَّا أَدْرَكَهنَّ أَحَدٌ فَلْيَأْتِ النَّهْرَ الَّذِي يَرَاهُ نَارًا وَلْيُغَمِّضْ ثُمَّ لْيُطَأْطِئْ رَأْسَهُ فَيَشْرَبَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ».