لا يزال الهلال محيراً لعشّاقه، فبعد أن كانت جماهيره تمني النفس بخطف لقب بطولة دوري كأس الامير محمد بن سلمان وبفارق جيد من النقاط عن أقرب منافسيه؛ ها هو المنافس يتغلب عليه ويحلق خارج السرب في الصدارة وبفارق النقطة الوحيدة التي من الممكن أن تجعله يطير باللقب ما لم تحدث المعجزة وتلعب الظروف لصالحه، فهل ما يحدث أمر ما خفي يحاك ضد الهلال لإبعاده عن اللقب أم هو سوء تخطيط وتنفيذ من إدارة ولاعبي الهلال؛ لو افترضنا جدلاً أن هناك تقصد كما يروج البعض، فماذا فعلت إدارة ومدرب ولاعبو الهلال لإفشالها؟. لا شيء من ردود الفعل سوى التصريحات المستهلكة من رئيس النادي والتخبطات التي عصفت بالفريق من قبل مدربه بحجة التدوير مع إدارة وقفت عاجزة عن بث روح الحماس والمنافسة لدى اللاعبين وأصبح الكل سواسية والكل يضمن وجوده في خطة اللعب بغض النظر عمّا سيقدمه في الملعب، وهو ما انعكس على أداء اللاعبين، إذ لم نعد نشاهد تلك الروح القتالية التي تميز بها لاعبو الهلال سابقا، بل شاهدنا الاتكالية والنرفزة والاحتكاك مع الحكام بحثا عن الكروت والراحة، فهل هذا ما يحتاجه الهلال في المرحلة المقبلة. التركيز والحماس هما شفرة البطولات بعيداً عن الأسماء والأنا التي تقضي على التفوق، فما ينقص الهلال هو اللاعب الذي يحترق لأجل شعار النادي وليس الاستعراض والتباهي، وعلى إدارة النادي العمل بجد لتحضير الفريق جيداً داخل الملعب وألا تنساق خلف تصريحات من يريد نقل المباراة خارجه لتشتيت اللاعبين عن أداء ما هو مطلوب منهم، إضافةً إلى العمل على تعزيز الانضباطية بين اللاعبين وتسخير إمكاناتهم لمصلحة الفريق، فالهلال فريق بطولات يعرف طريق الفوز كما أنه لا يهزم من الخصوم ما لم يهزم نفسه، والتصريحات المثيرة والمهاترات هنا وهناك لن تجلب البطولات، فهل تعي إدارة ولاعبو الهلال الدرس جيدا قبل فوات الأوان؟. حمود دخيل العتيبي - الرياض