هل احترام الآخرين والتأدب في الحديث مع الناس وحسن التعامل معهم يعد ضعفاً؟ للأسف هذا ما يعتقده البعض. نواجه في حياتنا اليومية وجوهاً متعددة من البشر, منها الطيب, الودود, المتواضع, السهل, الذي يسعى لتقديم المساعدة والخدمة للآخرين, ومنها عكس وغير ذلك تماماً. كيف نتعامل مع المتضادين منهم؟ أعتقد بأن حسن التنشئة للإنسان تلعب دوراً مهماً في مواجهة هذه المواقف المتقلبة والمختلفة في تعاملها مع الآخرين, حسن التعامل مع الغير منبعه التربية الأسرية البيئية الأصيلة السليمة المبنية أساساً على توجيهات ديننا الإسلامي العظيم. احترام الناس وحسن التعامل معهم على اختلاف مشاربهم يجب أن يكون هو الأساس والمستمر على الدوام حتى إذا قوبلنا بعدم تقدير هذا التعامل الطيب من البعض, لماذا؟ لأنك تتعامل بأخلاقك وليس بأخلاقهم, دعهم يشاهدون احترامك وتعاملك وطيبتك معهم, وثق تماماً بأنك أنت في النهاية من سوف يربح الرهان, والأمثلة كثيرة في حياتنا, منها على سبيل المثال لا الحصر ما نشاهده في حياتنا الوظيفية, حيث نشاهد الموظف أو المسؤول بعد فترة خدمة طويلة في المنشأة أو المكان الذي يعمل فيه يأتي ويودع زملاءه الموظفين ويطلب منهم أن يصفحوا عنه إذا مابدر منه أي تقصير، وهنا أطرح سؤالاً عليه وعلى غيره، ألم تعلم بأن هذا اليوم سوف يأتي وتقف بهذا الموقف، أيضاً ألم ترَ الآخرين من قبلك الذين تركوا العمل في نهاية حياتهم الوظيفية يأتون ويعتذرون للآخريين على تقصيرهم معهم؟ أعتقد أنه كان من الأجدى أن لا تضع نفسك في هذا الموقف الضعيف وتستجدي أن يسامحك الآخرون على مواقفك وتصرفاتك السابقة معهم, وهنا أقول, لا تخطىء بحق الناس لكي لا تضع نفسك مكان ومحل الاعتذار, واحرص أن لا تتجاوز المطلوب والحدود مع الغير, فالسعيد من ذكره الناس بالخير, لأي عمل جميل أو كلمة طيبة أو تعامل حسن أو مساعدة لمحتاج، وغيرها من الأمور الطيبة التي تحفر في الذاكرة وتذكر عندما يذكر فاعلها.