انعقدت مؤخراً القمة العربية الثلاثون في تونس، وقد كانت برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين، فالمملكة العربية السعودية كانت ومازالت تحمل رسالة سلام للأمة العربية والعالم أجمع، إن القمم والاجتماعات بين رؤساء الدول ليست مجرد خطابات تلقى ومراسم استقبال وتوديع، وإنما هي رسائل سياسية وتمثيل قومي وتعزيز لوحدة الدول، كما أن مثل هذه القمة العربية تعزز مكانة الدول العربية أمام دول العالم الأخرى، ووجودهم في مكان واحد، ويناقشون قضايا محددة، ويعبرون عن مواقفهم تجاهها بصوت عالٍ يجعل منهم صورة واضحة للتماسك والوئام، فعلى سبيل المثال عندما اتفقت الدول على أن القضية الفلسطينية مازالت القضية الأولى في العالم العربي، ورفضوا الهجوم الإسرائيلي على الجولان أيضاً، فوحدة الرأي تنتج عنه قوة الموقف. ولكن من جانب آخر، فتصرف رئيس دولة قطر بمغادرته القمة يهز الصورة المتماسكة والقوية أمام دول العالم، وكلما اتسعت الفجوة بين الدول العربية كلما زحف الأعداء والحساد لاستغلال هذه الفجوة، فتلك المغادرة أشعلت نيران التفسيرات والتأويلات الإعلامية والتحليلات السياسية التي لا تصب في مصلحة القمة العربية، كما أن مغادرة حاكم قطر كانت قبل إلقائه كلمة بلاده، وهذا أمر غير مقبول، حيث إن خطاب دولة قطر لا يمثل الحاكم لوحده ولا رغبته الشخصية وإنما هو صوت الشعب بأكلمه وحق لهم أن يكون لهم صوت في القمة العربية. المملكة العربية السعودية تحاول قصارى جهدها لوحدة الدول العربية، ووصول خادم الحرمين الشريفين مبكراً للقمة العربية هو أكبر دليل على ذلك، وتأكيد على حرص المملكة على إنجاح هذه القمة، ومحاولة لتوحيد كلمة الدول العربية وتجميع شتاتهم وتضييق فروقاتهم، فطالما كانت المملكة ذات أدوار كثيرة متعددة في حل النزاعات العربية بطريقة سلمية، وفي قضايا عديدة لعبت دور الوسيط لحل النزاع، والتاريخ يشهد على ذلك.